* القرآن الكريم غذاؤنا الروحي وحمدنا البدني وشكرنا النفسي.. هو في كل شيء لنا وبنا دون استثناء في أرواحنا نحن المسلمين وعقولنا، في سلوكنا وتعاملنا تعريف ذاتنا وهويتنا، هو نصب أعيننا فهو دستور ونهج حياتنا التي عمادها الخير والعطاء والسلام والأمان والمحبة والألفة والإخاء. * إن كتابنا العظيم القرآن الكريم قول ربنا وخالقنا جل في علاه، نقول للذين يجهلون عظمته وقدسيته وشغفنا نحن المسلمين به، (إنّ) عملنا وسعينا في الحياة تطبيق نهجه ومنهجه فهو الذي يُعنى بكل شؤون ومآل دنيانا وآخرتنا. إنه المعلم والموجه والمهذب والمذكر (للإنسان) يأخذ بيده ولب عقله وعصارة فكره وبعد نظره للتفكر والتأمل والتعقل.. يأخذنا للرقي والارتقاء والسمو والقيمة العظيمة للمعنى الإنساني الأجل.. «إنه الأخلاق» التي يعجز الكثير من غير المسلمين (تفهم) السر العظيم الذي يميز المسلم صادق الإيمان عن بقية البشر.. إنه الخلق العظيم وهو الحق المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم عليم، الذي يرقى بالإنسان فوق الشبهات ويبعده عن الفواحش والمنكرات وهو فوق التوافه والمزالق والغواية وسفاسف الأمور وأيضاً يرقى بالمسلم فوق كل أمر مهما تفاقم بدناءته ومكره وخسته وغدره وسفهه وضلاله، إنه دستور عظيم يصعب وصفه إلا أننا نجده بوضوح في المؤمن طيب النفس مطمئن القلب راجح العقل ثاقب البصيرة واضح الرؤية متأمل التفكير مستنتج بالتفكر عالي الهمة والأخلاق متعقل العقل متفكر بالأسباب والدلالات والأحداث من حوله. * إن المؤمن هو الإنسان الوحيد من كل سكان الأرض الذي يرقى ويرتفع ويعلو وينصب إذا ألمت به أو بأهل الأرض الملمات!! فهو الراغب بجد وعزيمة قوية فيما عند الله تعالى من الخير العظيم الذي وعد به المسلمون، فالمسلمون وحدهم من يرجون من الله تعالى ما لا يرجوه ولا يعرفه غيرهم من غير المسلمين، إذ نصب أعينهم علاقتهم بخالقهم ربهم ومعبودهم الذي رباهم على الفضل والإحسان والنعم، وهذبهم بالملمات والمكاره والفتن، وهو الممحص لأعمالهم والمختبر قوة إيمانهم وعزائمهم ونيتهم الصادقة وعقيدتهم السليمة، ليعلم الله صدق إيمانهم ومبتغاهم وقوة همتهم وتوكلهم عليه تعالى وهو وحده سبحانه العالم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. * إن مبادئ المسلم من التسامح والتصافي والثقة بنفسه تجعله يحترم للآخرين دياناتهم وحرية معتقداتهم، فالمسلمون أهل الله في أرضه إلى أن تقوم الساعة، لذلك مهما حاول أهل الكفر الثأر من الآيات القرآنية التي توجه وتوضح محدودية العلاقة مع غير المسلمين، فهناك أيضاً من الآيات ما يؤكد على جدارة المسلمين واستبسالهم وقوة إرادتهم وحثهم على الحفاظ على دينهم الإسلامي وهويتهم التي يعرفون بها ذلك ما يجعلهم على يقين من قواهم وقوتهم وعزمهم الدائم على حماية وحفظ حقوقهم وصد المعتدين والمتعدين وأجيز لنا قتل المتجاوزين لحدودنا حيث ثقفناهم. * نحن المسلمين لا نخاف على القرآن الكريم قول خالقنا فهو محفوظ من رب العالمين خالق كل شيء ومدبره سبحانه كما أنه دستور حياتنا محفوظ ومصان في صدورنا وعقولنا وأفئدتنا وبكل حواسنا ومشاعرنا، وهو الحبل الوثيق والعلاقة الأسمى والأقوى والأغلب والأوثق على كل ما في الوجود ما بين (العبد وربه) وهو الهادي إلى سواء السبيل وفيه الأمن والأمان والراحة والاطمئنان، مهما عاث في الدنيا فساد المفسدين ومكر الماكرين وخراب المخربين.. إنه صفوة كل العلوم ومدادها، وقوة الحب والاعتصام والإخاء الرابط بين كل المسلمين على الأرض. * إن كتابنا محفوظ بحفظ الله تعالى له، ومحفوظ بعون الله في دمائنا وسلوكنا وتعاملنا اللحظي والآني والممتد إلى نهاية العمر، وفي أبنائنا وأحفادنا وكل الأجيال جيلاً بعد جيل وفي كل طفل يخرج للعالم قد فطر على فطرة الإسلام، إذ انهيار الغرب آتٍ لا محالة ليس من أبناء الإسلام فقط بل ومن كثرة كل من يدخل في الإسلام معتنقاً له.. وهم بالمئات في كل يوم وكل مناسبة.. وما خبال القس الذي ينوي حرق المصحف الشريف إلا نقلة يهودية مكشوفة تفضح نوايا الحرب على الإسلام، فدعهم في طغيانهم يعمهون.