اعتبر مايكل هايدن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي اي ايه) أن معادلات الحرب الباردة التي انتهت بسيطرة أمريكية أحادية على العالم اقتصاديا وسياسيا وعسكريا قد انتهت.. وتوقع صعود ادوار أطراف أخرى سواء أكانت حكومات أم أطرافا مستقلة وازدياد تأثيرها على مسرح الاحداث العالمية. وحذر هايدن الذي كان يتحدث أمام طلاب جامعة كانساس الامريكية من النظر الى العالم من منظور أمريكي بحت.. مشددا على أن الدور المستقبلي لأجهزة الاستخبارات يجب أن يتركز على تقديم فهم أفضل لثقافات وأديان وحضارات الشعوب الاخرى. كما شدد على ضرورة أن تعمق الولاياتالمتحدة الروابط التي تجمعها بأوروبا والتي أقر أنها تعرضت لبعض الاهتزازات على خلفية الموقف من الحرب على الارهاب والتدخل العسكري في العراق. وقال هايدن ان الولاياتالمتحدة وأوروبا تتفقان على ضرورة مكافحة الارهاب لكن الفوارق الاساسية بينهما تكمن في رهان واشنطن على الحرب العالمية ضد الارهاب مقابل اعتبار أوروبا له شأنا محليا وتساءل حول ما اذا كان الطرفان سينجحان في بناء رؤية مشتركة للأمور خلال القرن الجاري كما فعلا خلال العقود الماضية. وأشار الى ان صعود الصين المتسارع وضعف العلاقات والروابط التي تجمع الولاياتالمتحدة بأوروبا والانفجار السكاني الذي تشهده الكرة الارضية تمثل أكبر المخاطر الاستراتيجية التي تهدد أمريكا خلال القرن ال .21.مبينا ان عدد سكان الارض سيزداد بما يعادل 45في المائة حتى منتصف القرن ال 21بما سيرفع عدد البشر الى تسعة مليارات شخص. ولفت المسؤول الاستخباراتي الامريكي الى أن تلك الزيادة ستحصل في دول آسيوية أو أفريقية أو شرق أوسطية فقيرة غير قادرة على التعامل مع الواقع الجديد متوقعا أن يؤدي ذلك أن ازدياد الهجرة نحو الغرب وتفاقم مشاكل استنزاف الموارد المحدودة وانتشار الصدامات والتطرف. واستبعد هايدن أن يكون نمو القوة العسكرية الصينية يشكل خطرا على الولاياتالمتحدة معتبرا أن بكين لا ترغب سوى في استعراض قوتها واظهار موقعها كقوة عظمى حسب قوله. واستطرد قائلا ان الصين تركز حاليا على أهدافها الذاتية وأن ذلك قد يشكل تحديا مستقبليا للولايات المتحدة ما لم تقرر بكين اعتماد مقاربة أخرى للأوضاع تلعب من خلالها دورا بناء في السياسة الدولية.