أرسلت عبر رسائل الجوال رسالة تؤكد فيها أنها معلمة دين لا معلمة عادات..؟؟ حقيقة توقفت كثيراً عند رسالة الأخت وما تحمله من ملاحظات كثيراً، ليس محتوى الرسالة فقط مثير بل توقيع الرسالة هو الأهم ولا أريد أن أقول الأخطر حين أكدت أنها معلمة دين لا عادات.. لنقف عند بعض محتوى رسالتها حين أكدت أن المدرسة تحطم المرايا وأيضاً تمنع المشط وتمنع وضع مرطب الشفايف بل وتطارد الطالبات في شكل غير إنساني لخلع أى لون أحمر وإن كانت طفلة في الصف الابتدائي لا تعرف دلالات اللون أو ايحاءاته.. حيث يتم كتابة تعهد لمن تتجاوز النظام السابق وتصر على إلباس الصغيرات عباءة الرأس ووضع الغطاء لمن هي دون العاشرة.. أيضاً أكدت أن وزارة التربية تصر على تأكيد التميز الفئوي بين المعلمات والمعلمين بإنشاء أندية عامة للمعلمين فيما سيتم الاكتفاء بأندية ثقافية للمعلمات اللاتي عليهن الموت على الطرقات.. وأعود وأكرر رائع أن تعي المعلمة أنها معلمة دين وليس عادات وان عليها رسالة لا تركز فقط في تعليم العبادات بل وتصل إلى عمق تعليم التعاملات الإنسانية بين البشر.. تلك الرسالة لا تقل أهمية في دور المعلم عن دوره في تعليم العبادات خاصة للطلاب والطالبات الصغار.. لنعلم تلك الصغيرة الحجاب الصحيح ولكن دون حاجة لتعقيدها أو تعثرها في عباءة قد لا تستر ولكنها ترضي عشاق العادات والتقاليد.. نريد عباءة ترسخ قيمة الحجاب الفعلية وتؤكد الهدف من الحجاب من منظور إسلامي وليس اجتماعي.. لا أريد أن تتعثر الصغيرة في عباءتها والسائق يمسك بيدها..؟ لأن الحجاب الصحيح يعلمها مساحة التعامل السليمة مع السائق.. كرجل غريب وإن كانت تشاهده أكثر من والدها أو أخيها..؟ اتفق مع تلك المعلمة في بعد بعضهم عن التعامل الإنساني والاعتماد على أساليب الضغط للوصول إلى أقصى درجة من السيطرة على الطالبة مع بخسها أبسط حقوقها في النقاش أو إبداء الرأي، والنتيجة أن أغلب الطالبات في المستوى الجامعي الأول يجدن حرجاً في المناقشة أو التعبير عن رأيهن.. والاشكال أن بعضهم يسعى إلى تحويل الطالبات إلى صناديق لتخزين ما تتلقاه في قاعات الدراسة من دون إعطاء الفرصة لعقلها للتفكير.. وإمعان النظر كما أكد ذلك القرآن الكريم.. بعضنا يقوم بتعليم الفتيات، بل ويربط ذلك بالدين رغم أنه أقرب إلى العرف أو العادات الاجتماعية المحلية.. الخطورة تكمن في اعتقاد المعلمة أنها تدرس مفاهيم دينية.. ومن هنا جاءت أهمية تأكيد المعلمة أنها أستاذة دين لا عادات.. ومن هنا أعتقد بداية الوعي المطلوب عند كل معلم ومعلمة.. مسؤولية هؤلاء اليوم كبيرة وخطيرة.. نسأل الله أن يعوها بعقولهم المتأملة لا عقولهم المتلقية..