كم هي المسافة بين الممارسات التربوية والجهود التعليمية من ناحية، وسقطة الكاتب حمزة كشغري عبر تغريدة كشفت حالة السقوط غير المبرر من رجل تؤكد والدته أنه كان تلميذا منتظما في مدارس تحفيظ القرآن..؟؟ تغريدته آلمت كل مسلم، والمؤكد أنها التهمت الضمير المؤمن وجرحته من الوريد للوريد..؟ لم يكن الأمر رأيا، فحرية الرأي غاية العقلاء، ولكنها تغريدة جاءت خارج مسار ضمير الفطرة المسلمة.. تغريدة يرفضها كل صاحب دين وفطرة سليمة.. أعود لسؤال عن تلك المسافة..؟؟ بداية لا أريد أن يعتقد أحد أنني أبحث عن تبرير لتلك السقطة أبدا، بل أريد أن أحمي أبناءنا من سقطة تأتي من قراءة كتاب أو كتابين لشهر أو شهرين مما يعني معه هشاشة البناء وضعف مكون التفكير والتدبر في وجدان بعضنا.. تجاويف الكلمات أحيانا تشبه سراديب الظلام تحتاج لضوء يخترق الوجدان لتكون البصيرة شمعة الوصول للحقيقة.. حيث يكون الأيمان يكون الوصول لطمأنينة القلب في لحظات خضوع لرب الرحمة والسلام.. تلك المسافة بين جهود الأسرة في التربية وجهود المدرسة في تعليم وتربية الأبناء دينيا تبقى فجوة أخشى أنها كبيرة، أخشى أن تتسع، حيث لا نستطيع رقعها يوم ما.. القرآن الكريم يحثنا في غير آية على أن نعمل عقلنا فهل نفعل ذلك في تربيتنا الدينية لأبنائنا.. هل نشعل عقول أبنائنا لتكون آلة تفكير وليست صندوق تخزين..؟؟هل نحرك المياه الراكدة حولهم أم نصر على تراكم توصياتنا.. مغفلين توازن البناء بين عمق العبادات بكل ما فيها من حكم يغفل عنها بعضنا حين تكون ممارسات روتينية.. وبناء السلوك الإنساني، حيث التعاملات جسر التواصل بين البشر والبشر، حيث يتكئ الإيمان على نقاء السريرة في تكامل العبادات مع حسن التعامل.. الرجل ستتولاه المحكمة وسوف تأخذ القضية بعدها القانوني كحق عام للجميع وتبقى توبته شأنا بينه وبين ربه ليس من حقنا الاختلاف حول تلك التوبة، بل له منا الدعوة بالهداية وإدراك محتوى الكلمة.. مسئوليتنا ليست في تلقين أبنائنا الدين، بل في تعليمهم إدراك الدين والتدبر في كتاب الله والتدبر في الكون وإعمال أعقل ورفض كل أشكال الوصاية التي تحجب تدبر العقل وتصر على تحويل الإنسان من عقل متدبر الى عقل مخزن ومنفذ دون تفكير مما يجعل انجرافه سهلا.. لا نريد أن نحزن على شبابنا تارة مغرر بهم وتارة مغردين خارج ضمير الدين، بينما مدارسنا تعلمنا الدين والأمهات تربين أبناءها على الدين والتغرير بشبابنا متاح بتأثير كتاب أو حماسة خطبة..