مثلما كنا نواجه حمى في أسعار المواد الغذائية، أصبحنا اليوم نواجه حمى (أزمة) الحصول على موظفين يستطيعون سد الفراغ الذي تعيشه منشآت القطاع الخاص مما يجعلها تئن بحثا عن مواطنين يسدون (عوزها) أو أجانب تتمكن من استقدامهم في ظل الصعوبات التي تفرضها وزارة العمل محاولة منها على إجبار الجميع للعمل على توظيف السعوديين وتنمية قدراتهم. @ اقتصاديون أشاروا إلى أن مرتبات كبار موظفي البنوك السعودية من السعوديين قد وصلت إلى ما يقرب من ثمانمائة ألف ريال شهريا!! ويرجعون السبب في ذلك إلى قلة الخبرات السعودية وضعف تأهيلها مما يجعل المواطن المؤهل في العمل المصرفي عملة نادرة يتزاحم عليها الجميع من قيادات البنوك المحلية والأجنبية التي أصبحت في عددها تنافس بقالات المواد الغذائية دون تميز أو تمايز في المنتج!! @ أحد كبار مسؤولي القطاع المصرفي كان قد نبه لذلك منذ زمن بعيد بل وحذر من مشكلة ندرة الموظف السعودي المؤهل وطالب المعهد المصرفي التابع لمؤسسة النقد العربي السعودي لزيادة حجم عطائه في مجال إعداد الكوادر الوطنية في المجال المصرفي. @ وفي نفس الوقت يعاني خريجو الجامعات السعودية من أبناء الوطن من إشكالية الحصول على وظيفة (أي وظيفة) بينما يترنح (غير السعودي) أمامهم متربعا على كرسي الوظائف المميزة!! @ نسبة السعوديين ربما لا تصل إلى الخمسين بالمائة من العاملين في قطاعات حيوية بالوطن مثل الطب مثلا. @ وفي الوقت نفسه تترآى أمامنا سلبيات وطنية يتمثل أبرزها في: @ الجامعات لا تزال تدرس أبناء الوطن تخصصات عفى عليها الزمن وغص بخريجيها الوطن مع عدم الرغبة أو التمكن من زيادة مقاعد التخصصات التي يحتاجها الوطن. @ أسلوب التدريس ومناهج المعرفة في جامعاتنا لا تزال تحبو بينما يركض الآخرون فكثير من جامعاتنا تعلم طلابها مناهج وتدربهم على برامج حاسوبية انتهى استخدامها. @ يتخرج معظم طلابنا ومعرفتهم باللغة العالمية (الإنجليزية) لا تزيد عن أبجديات هزيلة مع أن معظم تعاملات القطاعات الاقتصادية المحلية والعالمية تتم الآن من خلال اللغة الإنجليزية. @ نحن على موعد خلال السنوات القليلة القادمة لافتتاح المدن الاقتصادية والمراكز المالية والمدن الإعلامية والصناعية وتوافد الكثير من الشركات الأجنبية للاستثمار في الوطن وهو ما سيجعل حجم الوظائف التي سيحتاجها الوطن يقفز إلى أرقام هائلة ربما تصبح (فرصة) لأبناء الوطن المؤهلين أو (نقمة) على الوطن في حال عدم تهيؤ أبنائه التأهيل المناسب للمنافسة على شغلها. @ ولعلنا لا نضطر مستقبلا لبحث مجالات تسهيل الاستقدام بينما (ينام) أبناء الوطن على طرقات المدن الاقتصادية بحثا عمن (يتصدق عليهم)!! @ فهل تعمل الجامعات الحكومية والخاصة على سد حاجة الوطن من أبنائه المؤهلين؟ @ وهل يعمد معهد الإدارة العامة لتصميم برامج في إعادة تأهيل الجامعيين تتناسب مع احتياجات الوطن الحالية والمستقبلية؟ @ وهل يتوسع المعهد المصرفي في قبول الطلاب وتطوير وزيادة برامجه التأهيلية؟ @ وهل تغلق جامعاتنا (مؤقتا) تلك التخصصات التي امتلأ بها الوطن؟ @ وهل نعتمد اللغة الإنجليزية مادة مكثفة وأساسية في معظم تخصصات الجامعات والمعاهد بحيث لا يتخرج الطالب دون أن يكون مجيدا للغة العالم؟ إنها أمنية ...والرأي لكم