شكلت أولى القرارات التي أصدرتها لجنة الانضباط برئاسة نابت السرحاني والتي خرجت على اثر اللقاء الذي جمع الهلال والوحدة في إياب ثُمن النهائي لكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال مفاجأة من العيار الثقيل للشارع الرياضي السعودي لا بسبب قوتها وحسب وإنما لعدة أسباب أهمها سرعة إصدارها إذ لم تمض 24ساعة على أحداث المباراة إلا وسارعت اللجنة لإعلان القرارات فضلا عن أنها لم تغفل أي حالة من حالات المباراة إذ شملت العقوبة جمهور الناديين بنقل مباراة واحدة لكليهما لقذفهما القوارير باتجاه الغاني جونيور المحترف في الوحدة والليبي طارق التايب المحترف في الهلال الى جانب إيقاف الأخير أربع مباريات لبصقه على جماهير الوحدة. وتعتبر هذه القرارات الصارمة هي الأولى للجنة الانضباط برئاسة السرحاني بعد تشكيل اتحاد الكرة الجديد، وهو ما قد يدخلها في دوامة (الأخذ والرد) مع المتضررين من العقوبات من جهة ومع جميع من هم على تماس مع اللجنة من الأندية ومسؤوليتها فمن المتوقع أن يخرج من سيرفض مثل هذه القرارات، سواء في شكلها أو مضمونها وسيزيد من حراجة الموقف عدم وجود لجنة استئناف أو فض منازعات يمكن ان تقر تلك القرارات او تعدل عليها ما يعني ان لجنة الانضباط ستظل في وجه المدفع خاصة مع توالي حالات العقوبات مع أندية أخرى حيث ستبدأ مسألة المقارنات والمقاربات ما سيضع اللجنة في موقف حرج هو أشبه ما يكون بالدخول في عش الدبابير خاصة حينما يتعلق الأمر مع الأندية ذات الصوت العالي. ويدعم هذا التوقع الأحداث التي صاحبت لجنة الانضباط السابقة برئاسة إبراهيم العلي التي ظلت طوال الموسمين الماضيين بين سندان ازدياد حالات الخروج عن النص ومطرقة الرفض الدائم لقراراتها من قبل مسؤولي الأندية، لاسيما في حالات نقل المباريات والتي لعبت دورا في ارتفاع وتيرة الخلاف بين اللجنة والأندية. وعلى الرغم من الخبرة التي يتمتع بها رئيس اللجنة نابت السرحاني الذي يشغل منصب مدير إدارة شؤون الأندية والاتحادات الرياضية منذ مدة طويلة إلا أن ذلك لن يحميه من الدخول في إشكالات مع الأندية لاسيما تلك التي دأبت على رفض القرارات التي تتضرر منها فرقها، غير أن أمرا واحدا يمكن أن يضمن للجنة العمل بثقة وعدم الدخول في حالات من الإرباك قد يؤدي الى فشل مهمتها،ألا وهو الوقوف على مسافة واحدة من الجميع، وعدم التمايز في القرارات والاجتهاد في مقابل نصوص اللائحة، والتباين بين الحالات رغم تشابهها. ولعل ما يبعث على الاطمئنان نسبيا هو التصريح الذي أطلقه رئيس اللجنة عبر (الرياض) من اعتماده أسلوب الشفافية مع الأندية والإعلام إزاء اللوائح التي ستستند عليها لإبعاد الجميع عن الاجتهاد في تفسير القرارات، لكن رغم حالة التفاؤل التي أعلنها السرحاني ينبغي عليه عدم الإفراط في تفاؤله، وضرورة الاقتناع بأن رضا (الأندية) غاية لا تدرك، وإن غدا لناظره قريب!!