منظمو المهرجان (الأضخم من نوعه) قرروا متأخراً كما يبدو إشراك المرأة، لذلك فإن هذه المناسبة (الأكبر من نوعها) لم تحظ بأية إعلانات، فقط أخبار متفرقة عن المهرجان تضمنت جملة أو (أكثر بقليل) عن إمكانية حضور المرأة التي لم تتعود أو تتوقع مطلقاً هذه النقلة!. أي امرأة كانت في انشغال أو سفر أو لم تتابع الصحف جيداً (في وقت الحدث) حُرمت من هذا الخبر، لذلك كانت أكثر الحاضرات من اللواتي على صلة بالمنظمين (وياليت كان لي فيهم ابن عم!). ضاعت الكثير من آمال المهووسين بتتبع عثرات أي مجال يفتح للمرأة حينما وجدوها معزولة تماماً، بل إن بساطة الحاصل مثلت صدمة لمن روّجوا بأن حضورها "منكر!". كانت من أبرز أدوار المنظمات: مراقبة طاولة المطبوعات المجانية ومراقبة دخول الرضع حتى آخر المهرجان!. بينما أقل مهام التنظيم منطقية أن يمنع دخول الرضع لحتمية عدم استمتاعهم بالأصوات المفاجئة!. لكننا مضطرون لشكرهن والمسؤولين عنهن على إظهار تخلف المرأة السعودية بهذا الإبداع. في آخر المهرجان ثمة أقلام "سعودية" أظهرت مهارة واضحة في إعطاء الصورة المرغوبة (صورة السعودية الفاشلة في تلقي الثقافة وفي التفاعل معها!). أحدهم خمن أن إحدى الجهات ستخصص على هامش المهرجان جائزة للصحفي الأكثر كفاحاً في إثبات الفشل الذريع لنسائنا. ورغم كل ما قيل عن غياب المرأة كان الحضور اليومي يقارب الثلاثين امرأة بينهن من تكبدت عناء السفر. الأمر الذي كشف على حد قول البعض زيف دعوات بعض الإعلاميات والمثقفات اللواتي طالبن من قبل بفتح المجال وعندما سمح لهن لم يأتين!.