لا أحب ولا أميل لذكر أمثلة شخصية، ولكنه مثال لتقريب وجهة النظر، وسؤال يلح في خاطري، وأتمنى أن أجد إجابة عليه من الجهات المسؤولة، ماذا تصنّف الزوجة في رأيكم، هل هي من الأسرة، أم من خارجها؟ في كل مرة نسافر أنا وزوجي وأطفالنا، يتم احتساب نقاط على بطاقة «الفرسان» لتذاكر سفر زوجي وأطفالي، أما أنا «فلا»، في المرة الأولى قلت في نفسي: «ربما سقط اسمي سهواً»، وفي المرة الثانية خمّنت أن الموظف لم يلحظ تذكرتي، وفي المرة الأخيرة تأكدت أن في الأمر «إن»، وبدأنا نراجع الاتفاق الذي يقول في كل مرة يسافر صاحب البطاقة، تُحسب له نقاط هو وأفراد أسرته، ما دامت الأسرة مسافرة مع صاحب البطاقة، فلماذا إذاً لم يتم احتسابي ضمن أفراد الأسرة؟ وهل يستلزم أن يكون اسم عائلة الزوجة مطابقاً تماماً لاسم صاحب البطاقة؟ عندما قرأت عن الاختراع الخاص ببطاقات السيدات همست بيني وبين نفسي اختراعاً غريباً، لأنه عبارة عن كيس يحوي البطاقة جميعها، ويحجب الصورة المرفقة بالبطاقة، ولكنه على ما يبدو لم يلق رواجاً كما روّج له أصحابه، وفي الحقيقه أنه استبدل أخيراً ب«استكر أو لاصق دائري» متعدد الألوان، رأيته يستخدم في كتابة عدل، وفي بعض الدوائر التي تستلزم النظر إلى بطاقة المرأة، فما تلبث أن تقدمها المرأة حتى يلتقطها الموظف بحذر، ليقوم بقلبها قبل حتى أن ينظر فيها، ثم يسارع لفتح الدرج، ليخرج منه الاستكر الأصفر، ويقوم من فوره بتغطية صورة المرأة، حتى تتسنى له كتابة بياناتها. الخطر في الموضوع أنه لا يتوثق بأن المرأة التي قدمت له البطاقة هي نفسها الواقفة أمامه، وبإمكان أية امرأة انتحال شخصية امرأة أخرى، لتتصرف في ممتلكاتها، سواء بالبيع أو التنازل أو بغيره، السؤال البريء هو ما فائدة البطاقة؟ تصفيق حاد جداً جداً للقرار الشجاع الرئع للأستاذة نورة الفايز التي منعت، بحسب ما قرأت أخيراً، أية مخاطبات بشأن المعلمات عن طريق غير طريقها هي شخصياً «وهي شخصياً عائدة إلى المعلمات»، والذي كان يحدث في السابق أن يخاطب ولي الأمر الوزارة أو المديرة أو مرجع المعلمة بنفسه، للتحدث نيابة عنها، وكأنها كائن مهمش ليست له شخصية اعتبارية مستقلة، فقد كنت وما زلت أحزن بشدة عندما أسمع عن مشكلة ما تحدث في صرح تعليمي، وأقرأ في الخبر أن ولي أمر المعلمة «أياً كان عمرها» بصدد رفع شكوى ضد المديرة، وكنت أسأل نفسي لماذا هو الذي يرفع الشكوى، هل كان حاضراً؟ وأين المعلمة؟