لاشك بأن الكتابة على الجدران ظاهرة سيئة تعتبر من أنواع الملوثات المشوهة للمناظر العامة ومزعجة لمن يشاهدها وان كانت صامتة وقد يشوه حي بكامله وأجمل المباني وأروعها بكتابة كلمات تافهة وعبارات سيئة بأسلوب غير حضاري ولو كنا أحياناً نشاهد عبارات جميلة ونصائح مفيدة وأبيات شعر رائعة وان كانت تنم عن مواهب حقيقية تعبير عن هموم وآراء ومشاعر فئة هامة في المجتمع هي الفئة الشبابية يمكن الاستفادة منها ومعالجتها بشكل تربوي ومع هذا لست مؤيداً الكتابة على الجدران لأن حقوق المسلمين محترمة ومحفوظة بحفظ الشرع ولو نظرنا إلى مصدر هذه الكتابات الملوثات لوجدناها غالباً ما تصدر من فئة ينعدم فيها الاحساس بالمسؤولية ومحدودة في سن المراهقة غير عابئين بجمال ونظافة المدينة تتحكم فيهم صبغة المراهقة ويتحكم العامل النفسي والجغرافي والبيئي ومحدودة في التفكير ولا تقدر المصالح والأضرار وتلويث الجدران والمحافظة عليها وبعد هذا قد تختفي هذه الظاهرة بوجود الانترنت ورسائل الجوال وبتوجيه الطلاب توجيهاً سليماً وتبين مخاطر العبث والإساءة للآخرين وما يترتب على هذا السلوك من مخاطر وأمور لا تحمد عقباها من خلال الكتابة سواء على الجدران أو الانترنت ورسائل الجوال وبتشريعات رادعة تدخل ضمن تقييم الطالب خارج وداخل المدرسة ومعلنة لمن يقوم بهذه الكتابة، وبتوظيف المنابر الدعوية والتوجيه التربوي في البيت والمدرسة والمسجد لبيان مخاطر تلك الكتابات سواء في رسائل الجوال والانترنت ولمعالجة هذه الظاهرة فإنها لا تحتاج إلا مليارات. ولو قارنا هذه الظاهرة المحصورة التي تصدر من فئة مراهقة وقد تختفي.. بظاهر. تصدر مع الأسف الشديد من فئة ليس لهم عذر قد تجاوزوا سن المراهقة وتحملوا المسؤولية وأشد منها وأكثر إزعاج وخطورة وتشويه وتلويث صحي وبيئي وهي رمي المخلفات والنفايات بشكل عشوائي وكذلك انتشار أم المتلوثات (الكسارات العشوائية) التي اصبحت تتربع في أي مكان تريده وتشوه وتهدد صحة وسلامة الإنسان والحيوانات والمحميات والنباتات بما يحصل منها من أضرار متنوعة سواء أرضية أو جوية. وليس لهم مبرر في تلويث البيئة والصحة وتشويه مدن ومحافظات وغيرها والمتنزهات البرية الطبيعية كما هو يشاهد في بعض المدن والمحافظات، واترك نتيجة المقارنة للقارئ العزيز. والسلام عليكم ورحمة الله.