"إبراهيم" مجهول سطر اسمه الأسبوع المنصرم في أعلى جبل "أحد" بالمدينةالمنورة بهدف الشهرة والذكرى بعد أن كتبه على جدران عدد من الأماكن العامة والمساجد التاريخية والجبال والمدارس وبأشكال مختلفة على الرغم من توعد الجهات الأمنية بملاحقته وآخرين وتقديمهم للقضاء. ويرى عدد من المختصين ظاهرة الكتابة على جداران الأماكن العامة مخالفة للشرع وللذوق العام، مشيرين إلى عدد من الأسباب والدوافع التي تجعل الشاب يعبث بهذه الممتلكات دون مبالاة. ويقول اختصاصي علم النفس الدكتور محمد الدوسري إن سلوك الإنسان يصنف على أنه نابع من نفس الإنسان، فإما هو سلوك غرضي هادف، وإما سلوك منتزع ليس للإنسان دور فيه. وأضاف الدوسري أن غالبية سلوك الأفراد هادف، فالظاهرة تحتاج إلى التحليل ودراسة البيئة الجغرافية والاجتماعية والنفسية، فالسلوك أحياناً يكون سلوكاً عدائياً ضد الآخرين، وأحياناً يكون عبارة عن التعبير عن إحباطات يعيشها هذا الشاب الذي قام بالكتابة على الجدران سواء كانت كتاباته مقبولة أو مرفوضة، وأحياناً تكون هذه الكتابة عبارة عن عادة نشأت معه منذ الصغر فلم توجه توجيهاً سليماً، وأصبحت مكوناً من مكونات شخصيته. وذكر الدكتور الدوسري بعض الطرق العلاجية وذلك من خلال عقد ورش تربوية توجيهية للطلاب تبين مخاطر العبث والإساءة للآخرين من خلال الكتابة وما يترتب على هذا السلوك، وأن يكون هناك تشريعات رادعة ومعلنة لمن يقوم بهذه الكتابة بصفتها تعكس ثقافة ووعي المجتمع خصوصاً للزائرين من خارج البلد أو من هم بداخله، وتوظيف المنابر الدعوية لبيان مخاطر تلك الكتابات، واستغلال مجالس الآباء والمعلمين لطرح هذه الأعمال لمعالجتها، فالعلاجات تعتمد على الأسباب الكامنة والدوافع الداخلية وراء هذا العمل. في حين حمل عدد من المواطنين في منطقة المدينةالمنورة وزارة التربية مسؤولية هذه التصرفات غير الحضارية التي عادة ما يرتكبها من هم في سن المراهقة أو الصغار، حتى بلغت لدى بعضهم حد تدوين كتابات خادشة للحياء على بعض جدران المنازل أو المواقع العامة. ويقول سعد العوفي وعبدالله البلادي إنه يجب على الجهات ذات العلاقة أن توحد جهودها لتوعية الأجيال وتعريفهم بالحفاظ على الممتلكات سواء كان ذلك في المدارس أو المساجد أو الأندية الرياضية أو خلافها. وطالب العوفي والبلادي الجهات الأمنية بضرورة ملاحقة هؤلاء العابثين وتقديمهم ليد العدالة حتى يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه القيام بذلك. من جهته، أكد الناطق الإعلامي في مديرية شرطة منطقة المدينةالمنورة العميد محسن الردادي أن الفرق الميدانية العاملة في الميدان سواء من دوريات الأمن أو فرق البحث والتحري تمكنت خلال الفترة الماضية من القبض على بعض العابثين بالكتابة على الجدران في عدد من المواقع بمدن ومحافظات المنطقة أو المهشمين لبعض الممتلكات العامة، والذين عادة ما يكونون من صغار السن. وقال العميد الردادي ل"الوطن" إن الجهات الأمنية في المنطقة تحقق مع المتورطين ومن ثم تتم إحالة كافة أوراقهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، مؤكدا أن الفرق الميدانية تقوم ببحثها وتحريها عن المتورطين في القيام بهذه الأعمال غير الحضارية، كما أن الفرق الأمنية تعمل على الحفاظ على كافة المرافق العامة.