تقليل الطاقة المستهلكة من الأجهزة الإلكترونية وأجهزة الحاسب الآلي وملحقاتها لها آثار اقتصادية وبيئية عدة على الفرد والمجتمع. ومن المعلوم أن أجهزة الحاسب وملحقاتها المنتشرة في المنازل والمكاتب والمستشفيات والمدارس وغيرها تستهلك قدرا من الطاقة حتى وهي في حالتها التي تبدو لنا خاملة. فعلى سبيل المثال عند مقارنة استهلاك الطاقة للشاشات المسطحة بمثيلاتها من شاشات الحاسب القديمة المستخدمة لتقنية (CRT)، سنجد أن الشاشات المسطحة قد وفرت من استهلاك الطاقة بنسبة 35%. وتخيلوا لو قامت أي مؤسسة تعليمية باستبدال شاشات المعامل التقليدية بشاشات مسطحة كم من الطاقة سيوفر مثل هذا الحل على المدى البعيد. يضاف إلى ذلك أن شاشات الحاسب التقليدية مسئولة عن انبعاث ما مقداره 9غرامات من غاز ثاني أكسيد الكربون إذا تركت تعمل لمدة 24ساعة، أي ما يعادل استهلاك برميل نفط لمدة 90يوماً (معلومة من موقع http://www.energystar.gov/). والشاشات على الرغم من أنها تبدو لنا مغلقة إلا أنها تستهلك قدرا من الطاقة الثابتة. وهذا ما دعا بشركة سمنس (Siemens) لتصنيع شاشة تقوم بإغلاق نفسها تلقائيا عندما لا تتلقى أي إشارة داخلة من الحاسب ولا تستهلك أي طاقة بتاتا حال إغلاقها. وتعتمد هذه الشاشات الجديدة على مكثفات لتخزين القدر الكافي من الطاقة اللازمة لتشغيل الشاشة بدلا من الاعتماد على مصدر للطاقة. وفي أنظمة التشغيل الحديثة، نجد دمجها لخاصية التقليل من استهلاك الطاقة بين وظائفها الأساسية. ففي نظام ويندوز يمكن ضبط إعدادات القرص الصلب أو الشاشة أو حتى الملحقات بحيث يتم تقليل استهلاكها للطاقة في حال عدم استخدامها لمدة معينة. كما يمكن الاستفادة من خبرة الشخص في عمل برنامج صغير (سكريبت) يقوم بوظيفة إغلاق الأجهزة عند عدم استخدامها. فقد صرح أحد مشرفي الشبكات في المملكة المتحدة بأنه استطاع توفير مبلغ وقدره 40ألف جنيه إسترليني سنويا بسبب قيامه بكتابة برنامج صغير يعمل على إغلاق الأجهزة تلقائيا في دائرة حكومية تحتوي على 8000جهاز حاسب. مصدر الخبر http://www.itpro.co.uk/news/121406/it-worker-saves-council-40000-in-energy-costs.html ومن المعلوم أن معظم أجهزة الحاسب تدعم نمطين من توفير الطاقة، وضع الإسبات (Hibernate) و وضع النوم (Sleep). ففي وضع الإسبات يتم نسخ محتويات الجهاز من الذاكرة المؤقتة (الرام) وتخزينها في القرص الصلب ومن ثم يتم إغلاق جهاز الحاسب بعدها. وعند تشغيل الجهاز من جديد فإن حالة النظام التي توقف عندها قبل الإسبات سيعود في غضون 30ثانية على أقل تقدير. أما في وضع النوم، فإن وظائف جهاز الحاسب تكون شبه معطلة إلا من قدر بسيط من الطاقة التي تصلها لضمان استمرار عمل الجهاز حال طلبه فورا وذلك بالضغط على لوحة المفاتيح أو تحريك الفأرة أو حتى عن طريق الشبكة. مما تم ذكره سابقا، نجد أن على أي مؤسسة خاصة أو حكومية اتباع سياسة بيئية واقتصادية للحد من استهلاك الطاقة غير اللازمة وذلك بقيامها بإقفال شاشات الحاسب وعارضات الشاشة في حال عدم استخدامها، والأفضل وصل مثل هذه الأجهزة بمصدر كهربائي واحد ليتم فصلها آنيا بضغطة زر. أيضا بالإمكان إقفال أجهزة الحاسب باستخدام حلول برمجية كما ذكرناه في قصة مشرف الشبكات. والأهم من ذلك كله هو توعية الناس بأهمية القيام بإغلاق أجهزة الحاسب وملحقاتها حال عدم استخدامها للحفاظ على البيئة وللحد من الكلفة الاقتصادية للطاقة. [email protected]