دراسة خصخصة جزء من التعليم، مازال تحت الدراسة، بحسب ما تطالعنا به وزارة التربية والتعليم في موقعها الالكتروني، وكما يقول الدكتور عبدالعزيز الجارالله بأن التعليم فتح الشراكة، وفي سطوري سأتناول ما يمكن خصخصته، وبرأيي أن التنافس على فرص التعليم التجارية، يجب أن يسير وفق المصلحة الوطنية قبل كل شيء، في التعليم أشياء كثيرة يمكن أن تتحول لتجارة رابحة غير ضارة بالمواطن العادي، بل وبطريقة تجعله يطمئن على كل ما يدفعه من مبالغ في مجال الخدمات التربوية والتعليمية، ومن خلال مقالي هذا اقترح أن لا تبدأ الوزارة بخصخصة جزء من التعليم قبل أن تبدأ في خصخصة الخدمات التربوية والتعليمية، ومنها (دفتر الواجب) والذي اقترح إلغاءه من الوجود بشكل نهائي، واستبداله بكتاب نشاط لكل مادة، مع تضمين الكتاب كل الأنشطة الطلابية الصفية وغير الصفية، ليباع الكتاب على مؤسسة تفي بغرض توزيعه وبيعه بأسعار رمزية للطلاب، وتحكيمه، وعرضه على الوزارة من جديد، وبشكل يضمن عوائد مالية، وعوائد تربوية ووطنية للتربية والتعليم، ويتأكد المشروع إذا تذكرنا أن وزارة التربية والتعليم منعت استغلال اسئلة الكتاب في مشروع الفسح للمنتجات التعليمية، وأظن أن الطلاب في المرحلة الابتدائية لا يمكن لهم الاستغناء عن القلم والكتابة والرسم، مهما تقدمت التقنية التربوية، وإذا كان ولي الأمر اليوم يدفع من أجل دفتر الواجب الذي يضيع هدراً، ومن أجل الرحلات الطلابية، وأشياء كثيرة، فيمكن لوزارة التربية والتعليم ان تستغلها، بل يمكن لها أن تحفظها لولي الأمر ولابنائه بعائد تربوي مميز، كل المطلوب ان يستغل الواجب المنزلي والنشاط الطلابي بطريقة احترافية، وبأدلة نافعة. وبطريقة تجمع شتات النشاط الطلابي المتعطل، ليكون النشاط المصاحب للمادة، ولتضمينه الانشطة الطلابية الصفية وغير الصفية، ولاخراج التربية من دوامة لا أحد يهتم بالنشاط الطلابي، ولجعل النشاط مهمة كل المعلمين، ومهارات متاحة لجميع الطلاب، وبأدلة تدل كل من له خبرة ومن ليس له خبرة بالمناشط الطلابية، والأهم تحقيق الجودة في تقنين الواجب المنزلي، بل والنشاط الطلابي بشكل عام، وايقاف الهدر المالي ولأن عدداً من المؤسسات القائمة تتخبط المسيرة في إنتاج المواد التعليمية المساعدة، وربما لن تستطيع المؤسسات ولا الافراد، الايفاء بشروط انتاج المواد المساعدة، ففي الغالب انها معقدة، وغير عملية في ضمان استعمال المواد التعليمية المساعدة، وأحياناً ينقصها الاحتراف العلمي في صياغتها وتبويبها، وانتاجها وتوزيعها ونحو ذلك، وأحياناً يجبر ولي أمر الطالب على اختيار كتاب نشاط من مؤسسة تربوية وتوزيعها ونحو ذلك، وأحياناً يجبر ولي أمر الطالب على اختيار كتاب نشاط من مؤسسة تربوية معروفة بالالزام من المعلمين، دون النص على ذلك من قبل وزارة التربية والتعليم كما في (كتاب نشاط مادة التعبير) مع افتقار الكتاب إلى تقويم وتقييم المعلمين والتربويين في الميدان، وربما توجد مواد مساعدة اخرى، لا يلزم بها أحد، مع أنها ضرورية ومهمة، وربما يغالي البعض في طرحها للجمهور، ومن المقترحات أن يتم دعم السياحة من خلال التربية، وأن تتكون شركات صغرى، لتقدم الخدمات السياحية التربوية عبر منشأة أو أكثر شريطة أن تقدم عروضاً رمزية للطلاب، تحت اشراف التربية والتعليم، بحيث يستثمر ما يقدمه الطالب في رحلاته الطلابية عبر هذه المؤسسات، ولتطوير برنامج (ابتسم) في التربية السياحية المدرسية، ومن المقترحات أن تدعو وزارة التربية والتعليم إلى انشاء شركة عامة معنية بالإعلام التربوي والتقنيات التعليمية الالكترونية، بحيث تقدم للطالب والمعلم تلفزيوناً، وصحيفة ورقية والكترونية، ومواقع متخصصة تربوياً، وترفيهيا، وتعليمياً، ولا يمنع ان تكون مجلة المعرفة هي الانطلاقة الاولى، بحيث تتحول مجلة المعرفة لشركة مساهمة عامة، لكافة المواطنين وليس للتجار فقط، تعنى بكل الجوانب الثقافية التربوية، وتدريب المعلمين على الاعلام التربوي، وتفعيل نشاط مادة الانشاء. إن تناول موضوع خصخصة جزء من التعليم طويل، ويحتاج لجلسات، فما بالنا لو تم خصخصة كل التعليم، ولعل الجزء سيقود للكل، ولكن لن يكون ذلك إذا فشلنا في الجزء، ولن تنجح الوزارة في خصخصة جزء من التعليم إذا لم تنجح في كبح جماح الخدمات التربوية المرهقة لولي الأمر، وعلى كل حال أقول: اتمنى أن تسعى الوزارة إلى انشاء قناة واضحة لتقديم المقترحات حول خصخصة جزء من التعليم، وأن لا تفكر في عدم ارهاق جيب المواطن، وإذا كان المواطن يدفع اصلاً فما المانع من مساعدته ليدفع وهو مطمئن لجودة العائد، باعتباره عميلاً، يتطلب إرضاؤه، ووصيتي في هذا المجال أن تتحول أي شركة مشغلة للخدمات التربوية أو التعليمية أو جزء منها إلى شركة مساهمة عامة لجميع المواطنين، وبتنظيم مؤسسي قادر على الدوام والبقاء، لينعم المواطن والطالب بالخيرات والمسرات مالياً، وتعليمياً، وثقافياً، واجتماعياً، وليجد كل مواطن وظيفة شريفة من خلال المؤسسات، ولتقوم الشركات باستقطاب المعلمين والمشرفين المميزين، واثراء عطائهم وتفاعلهم، والاستفادة منهم مادياً، وتربوياً وتعليمياً، ولانشاء ادارة قادرة على لملمة الأفكار التربوية بكل جدارة.