جسدت الرعاية الملكية الكريمة التي تفضل بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - لقصر الشيخ عبدالعزيز بن جامع أمير الفوج الخامس بالحرس الوطني وشيخ قبيلة الروسان من عتيبة وتقديمه واجب العزاء بعد ساعات قليلة من مراسم الدفن وتأكيده على أن الفقيد ليس فقيد قبيلة بل فقيد وطن جسدت المكانة التي يتبوأها الشيخ ابن جامع رحمه الله لدى القيادة الرشيدة.. فهو بحق فقيد وطن فرض احترامه وتقديره لدى جميع شرائح المجتمع. يسمع أكثر مما يتكلم يحترم الصغير قبل الكبير.. كان مجلسه عامراً بالذكر فلم أسمع وعلى كثر ترددي على هذا المجلس مقولة (قال فلان وقال فلان) فالأحاديث تبدأ بالاستقبال الحار من الشيخ ابن جامع وتمر على الذكر والحكم والشعر والقصص التاريخية ولا تنتهي بواجب الكرم بل يتعدى إلى ما وراء ذلك. كان رحمه الله باذلاً للخير محباً للآخرين ساهم في إصلاح ذات البين بين كثير من الأسر والقبائل. كان رحمه الله حريصاً على العلم ونشر التعليم بين أبناء القبيلة منذ البدايات الأولى للتعليم. وكان يصر وهو على فراش المرض على أن يواصل أبناؤه الشيخ محمد دراسته العليا والحصول على الدكتوراه والشيخ فهد الحصول على الماجستير في لندن قبل ذلك فأبناؤه الكبار من أوائل من حصل على الدرجات العلمية فالشيخ جامع حاصل على البكالوريوس في الدارة والشيخ سلطان حاصل على الماجستير وباقي أبنائه وأحفاده في طريقهم لمواصلة دراساتهم العليا. وكان رحمه الله حريصاً على رفع المستوى الاقتصادي لأبناء القبيلة عندما وزع مخططاً زراعياً كاملاً (مخطط الروسان بالقرنة) على جميع أبناء القبيلة الأمر الذي شجع الكثير منهم على الاستثمار في الزراعة واستفاد الآخرون مادياً من البيع والإيجار. وكان حريصاً على أن يظهر ملتقى قبيلة عتيبة لمزايين الإبل باسم القبيلة كجزء من الوطن فتحقق النجاح الكبير.. وقد كان لعزاء أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء والمعالي الوزراء وأمراء الأفواج وشيوخ القبائل ووجهاء الوطن الأثر البالغ في تخفيف المصاب.. عزاؤنا في أبنائه البررة الشيخ جامع وسلطان وعبدالله ومحمد وفهد وعمر وأحفاده. رحم الله الفقيد رحمة واسعة وغفر له وأسكنه فسيح جناته وجعل ما أصابه في موازين أعماله وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان واجعله في الفردوس الأعلى يا حي يا قيوم وصلي وسلم على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين إنا لله وإنا إليه راجعون.