اعترف رئيس قسم التحقيقات السابق في سجن غوانتانامو باختفاء تسجيلات التحقيقات مع أحد السعوديين الذين تم تعذيبهم بتهمة الانتماء للقاعدة.. اختفاء ملفات التحقيق من مكاتب الجيش الأمريكي حصل بشكل غامض. كشفت هذه المعلومات في كتاب نشره أحد أشهر المحامين البريطانيين المدافعين عن حقوق الإنسان. وجاء في الكتاب على لسان الجنرال المتقاعد مايكل ديونلافي الذي قام بالإشراف على سجن غوانتانامو عام 2002لمدة 8أشهر، بأنه حاول البحث عن ملف التحقيق مع السجين السعودي الذي اتهمته أمريكا بالانتماء للقاعدة والمشاركة بالتخطيط لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، لكنه وجد أن الملف اختفى بشكل غامض. قال ديونلافي في حديث له مع محامي حقوق الإنسان البريطاني فيليب ساندز ونشرته صحيفة الغارديان البريطانية أن المعتقل كان قد أخضع للتحقيق معه من قبل الجيش الأمريكي لمدة 48يوماً، وأنه تعرض أثناءها للتعذيب الجنسي، وأجبر على تقليد أفعال الكلاب، وأخضعوه "للحقن" الشرجية كتعذيب له في غوانتانامو. وأنه تم نسخ تسجيل التحقيق معه، لكن بعد مغادرة ديونلافي المكان، فقدت تسجيلات التحقيق بشكل غامض. كانت وكالة الاستخبارات الأمريكية قد اعترفت العام الماضي بأنها أتلفت أدلة أشرطة الفيديو التي سجلت عليها تحقيقات لعدد ممن اعتقلتهم بتهمة الانتماء للقاعدة في سجن سري أطلقت عليه اسم "المكان الأسود" في تايلند. وهذا التقرير يؤكد أن نفس الشيء حصل في غوانتانامو، وأن الجيش الأمريكي قام بدفن أدلة سياسية حساسة متعلقة بإساءتها وتعذيبها للسجناء أثناء التحقيق معهم. اعترف الجيش الأمريكي أن الكاميرات المثبتة في غوانتانامو كانت تقوم بالتسجيل بشكل متواصل وعلى امتداد 24ساعة يومياً. وكانت قد ضبطت أوتوماتيكياً لإعادة تسجيل محتوياتها. كما اعترف الجيش بأن هناك من قام بالعبث بالضبط الأوتوماتيكي لمحو الأدلة المهمة في التحقيق مع سجين واحد على الأقل. اوفي هذا التصرف خرق لأمر من المحكمة عام 2005بالاحتفاظ بكل دليل موجود على الإساءة أو تعذيب السجناء أو عدم التعامل معهم بشكل لائق في غوانتانامو. هذا الكشف عن إخفاء ملف التحقيق مع أحد السجناء، دفع بمحامي سجناء آخرين في سجن غوانتانامو بالمطالبة بمعرفة إن كانت تسجيلات وكلائهم موجودة أم أنها هي الأخرى أتلفت تفادياً للكشف عن إساءات أمريكا وانتهاكاتها لحقوق الإنسان. وقال المحامي جوناثان هافيتس من مركز برينان للعدالة في نيويورك مستنكراً اختفاء تسجيل التعذيب: "لا يجوز إتلاف أدلة ذات أهمية كهذه". بينما قال ديفيد ريميس محامي 16من سجناء غوانتانامو ان إتلاف وكالة الاستخبارات الأمريكية لأشرطة تسجيل الفيديو تؤكد أن الحكومة الأمريكية قادرة على التخلص من أي أدلة قد تدينها. وحسب ما جاء في تقرير للجيش الأمريكي كان قد كشفه باحثون في جامعة سيتون هول الأمريكية في ولاية نيو جيرسي، فإن الجيش الأمريكي كان قد أجرى أكثر من 24.000جلسة تحقيق تم تسجيلها جميعاً على أشرطة فيديو في سجن غوانتانامو. قامت إثر هذا الكشف صحيفة الغارديان البريطانية بالاتصال مع المكتب العسكري في غوانتانامو للحصول على توضيحات والتعليق على الموضوع، إلا أن السلطات الأمريكية لم تستجب لطلب الصحيفة.