هل يعقل أن يُفَضّل الوافد الذي يحمل شهادة دبلوم صيدلة على الشاب السعودي الذي يحمل المؤهل نفسه؟ وهل من المعقول أن يبقى عشرات الصيادلة من خريجي كلية العلوم الصحية التابعة لوزارة الصحة عاطلين عن العمل فيما ينعم الوافدون بوظائف صيدليين وفي المكان الذي يريدون ؟! أسئلة منطقية مليئة بالمرارة نقلها عبر (الرياض) خمسون صيدلياً ممن يحملون مؤهلات تخصص الصيدلة من خريجي كلية العلوم الصحية بالاحساء ويئنون تحت وطأة البطالة منذ أكثر من عام ونصف العام !! من خلف نظارته التي ارتداها عقب سنوات من المذاكرة والجهد والسهر لينال الشهادة التي توفر له المستقبل الآمن تحدث "الصيدلي" علي أحمد العيد تاركاً لخياله العنان، قال : منذ التحاقي بكلية الصيدلة قبل نحو أربع سنوات كنت أترقب اللحظة التي أتخرج فيها واحصل على الوظيفة باعتبار أن الوزارة تؤمل طلاب كليتها بالوظيفة المباشرة، وبالفعل تقدمنا لمديرية الشؤون الصحية بالاحساء فاخبرونا بأن الوزارة جعلت شرط المفاضلة في التوظيف على المعدل التراكمي وليس بناء على الأقدمية كما كانت في السابق ، فكان أن تم توظيف سبعة فقط من أصل (34) صيدلياً هم مجموع دفعتنا. ويواصل زميله "الصيدلي" علي عبدالهادي العبدالمحسن الحديث ويقول: ان إغلاق الوزارة (الأبواب) في وجهنا أجبرنا أن نبحث عن وظائف في المستشفيات الخاصة على أمل الحصول على وظيفة حكومية مستقبلاً، وهذا ما حدث أن استلم الكثير منا وظائف مؤقتة، إلى ان جاءنا اتصال من قبل مديرية الشؤون الصحية بالاحساء يخبرنا بأننا قد تم توظيفنا في الوزارة، فما كان منا إلا أن تقدمنا باستقالاتنا إلى المستشفيات التي كنا نعمل بها، لنفاجأ بعد مرور أيام من المراجعة باعتذار الوزارة بعدم توفر وظائف وأن اتصال الموظف كان إجراء خاطئا من قبله (رغم تأكيد الموظف نفسه لنا) بأن اتصاله كان عطفاً على خطاب وارد من وزارة الصحة وطلب منه الاتصال بالخريجين إلا أن الوزارة عادت وغيرت خطابها. .. ويؤكد الصيدلي مرتضى ناصر الحمد أنه في الوقت الذي يعانون من البطالة يوجد العشرات من الصيادلة الأجانب تعج بهم مستشفيات الأحساء، بل إن الأمر أكثر من هذا فقد تم جلب صيدليين جدد من (الفلبين) بمستشفى الولادة والأطفال بالاحساء في وقت يعاني خمسون صيدلياً بمحافظة الاحساء والعشرات من الصيادلة الخريجين بمناطق المملكة من عدم الحصول على الوظائف؟! .. صيدلي آخر يخجل "على حد قوله" من ذكر اسمه لكونه عاطلا رغم أنه متزوج وفضل الرمز ب (ح0ه) يقول إنه قدم استقالته من وظيفة صيدلي في أحد المستشفيات الخاصة بمدينة الرياض عقب تلقيه اتصالا من صحة الاحساء، لكنه خسر الاثنتين فلم يحصل على الوظيفة الحكومية وخسر المستشفى الخاص مرجعاً ذلك إلى وزارة الصحة. ويشكو علي العيد من أنه ارتبط وخلال عمله في أحد المستشفيات الخاصة في المنطقة الشرقية بأقساط سيارة، وعقب خسارته للوظيفة تساءل : كيف استطيع سداد الأقساط وانا عاطل عن العمل؟! وناشد خمسون صيدلياً معالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع إعادة النظر في وضعهم وتوظيفهم عبر إحلالهم مكان الصيادلة الأجانب الذي يملؤون مستشفيات الاحساء والمنطقة الشرقية وكافة مستشفيات المملكة، وأبدوا ثقتهم في أن مناشدتهم ستجد التفاعل من قبل معالي الوزير مؤكدين على أن هذا غير مستغرب منه حرصه على سعودة القطاع الصحي بكوادر تحمل الكفاءة العالية.