في سياق سعودة القطاع الطبي الخاص .. وجهت وزارة العمل 6000 خريج ( دبلوم صحي ) إلى القطاع الخاص لتوظيفهم في مختلف مناطق المملكة، وذلك بعدما أكمل الخريجون دراستهم على أمل وعد وزارة الصحة بتعيينهم وفق تطلعاتها بتوطين الوظائف الصحية الحكومية بكافة تخصصاتها الطبية، وبعد تجربة عمل لهؤلاء الممرضين في القطاع الطبي الخاص.. اجتمعت آراؤهم بل أكدت ضياع مستقبلهم الوظيفي في مهب الريح!!، وجاءت آراؤهم بمعية مطالبهم نتيجة طبيعية لما واجهت تجربتهم العملية من قرارات تعسفية وغير نظامية إداريا، هذا بعد أن دفعوا ثمن دراستهم بغير القليل من المال والجد والاجتهاد، و« اليوم » بموجب أمانتها الإعلامية رصدت آراءهم فجاءت على نحو مما يلي : بدون أمان وظيفي عايض القحطاني فني تمريض وخريج عام 1429ه يقول :» نحن خريجو المعاهد الصحية الآهلية بجميع أقسامها الطبية والفنية عاطلون منذ 5 سنوات، وآخر إجابة لوزارة الصحة وديوان الخدمة المدنية : اذهبوا إلى القطاع الخاص !، ولكن القطاع الخاص لا يرحم كونه لا يؤمن المستقبل، فضلا عن رواتبه المتدنية، كما يطالب الموظف بعمل إضافي مستمر بالإضافة إلى العمل لفترتين، فالذين سبقونا في العمل بالقطاع الخاص أكدوا عدم جدوى العمل في القطاع الطبي الخاص مطلقاً في ظل غياب الرقابة والمحفزات للعامل الوطني، واستغرب هذا الإصرار من قبل الوزارتين على استقدام آلاف الممرضين من الخارج للعمل في المستشفيات الحكومية !». رواتب ضئيلة الخريجان سلمان عبدالرحمن ومشعل الحربي أكدا الاستبشار بالخير عندما تخرجا بشهادة الدبلوم تمريض بتقدير عال وتصنيف مهني، ولكن كانت الصدمة على حد قول أحدهم « أن اتجاه المعاهد الصحية إلى القطاع الخاص خلاف السابق، فكان الجميع يمنينا بالعمل في القطاع الحكومي»، وقال الآخر بحسرة وعزيمة محبطة:» التوظيف بالقطاع يقابله رواتب ضئيلة حدها الأدنى 3000 ريال، وهي في وقتنا الحالي لاتفي بالغرض ومطالب الحياة، والمستشفيات الخاصة يكون دوامها على فترتين، ونحن هنا نطالب وزارة الصحة بالعدل والمساواة أسوة بالعاملين في قطاع الوزارة ممن سبقونا بالتوظيف ويحملون نفس مؤهلاتنا العلمية، وكذلك نطالب بمسواتتا بمن سبقونا وحملوا نفس مؤهلاتنا، نحن نريد تطبيق القرار، وإحلال الأجانب من مستشفياتنا، والرضى لنا بالعيش السعيد، وسد احتياج وزارة الصحة من التخصصات المطلوبة من خلال توظيفنا « . السجلات الطبية الطالبان هشام ناجي وعيد فريح الحربي من جانبهما أكدا صحة حديث سلمان ومشعل حول معاناة تخصص السجلات الطبية تحديدا فقال هشام :» نحن خريجو السجلات الطبية نعاني من التهميش الكلي من قبل وزارة الصحة ووزارة الخدمة المدنية، فوزارة الصحية تحول الإداريين إلى وظيفة فني سجلات طبية، وهذا مخالف لشروط وظائف الكادر الصحي للتخصص، وذلك لأن أدنى مؤهل مطلوب لشغر وظيفة فني سجلات طبية على الكادر الصحي هي بعد الدراسة لمدة سنتين ونصف دراسية في مجال التخصص .. فيما تعتبر إداريا وظيفة فني سجلات»، ومن جهته أضاف الحربي :» الفنيون من تخصصات أخرى، مثل : التمريض، والأشعة، والتخدير، وغيرها من التخصصات التي ليس لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد بتخصص السجلات الطبية، أقول هؤلاء نجدهم يعملون في قسم السجلات الطبية، بيد أن السجلات في مفهوم مديري المستشفيات للأسف هي عبارة عن إدخال وإخراج الملفات الطبية، وصادر ووارد !!، الأمر الذي يجعل القسم لا أهميه له في المنشآت الصحية، فضلا عن تقديم خدمات سيئة في مستشفيات وزارة الصحة، بعكس الأخرى التي تهتم بالسجلات الطبية، وأهمية المعلومات الصحية في السجلات الطبية «، وأكد كل من هاشم والحربي معاناة موظفي القطاع الخاص في المستشفيات والمستوصفات الخاصة، من العمل برواتب متدنية ( 1500 ريال ) .. ودوامين، وتحت إدارة أجانب يمارسون أنواع التهميش والتطفيش.. ! مساعد طبيب أسنان .. ضائع ! حول تخصص آخر يقول الطالب محمد اليامي :» أنا خريج تخصص مساعد طبيب أسنان من مجمل 244 خريجا، ومعاناتنا تكمن في عدم توظيفنا في ظل احتياج المستشفيات، وأعتقد أن السبب في الكثير من الخريجين أصحاب الواسطة!، والذين يتم توظيفهم على نفس تخصصات وهم لا يحملون نفس المؤهل»، ويؤيد صالح الشمري ما جاء به زميله ويضيف :» يتم توظيف 3 وظائف تقريبا في العام الواحد!!» ويردف اليامي فيقول :» انا خريج منذ عام 2007 م وحتى الآن لم يحالفني التوفيق بالوظائف، وذلك لأن تخصص مساعد طبيب اسنان في المرتبة الاولى للتوظيف قبل دراستهم، ولكن بعد تخرجهم فلا يوجد شواغر!! مأساة خريج مع القطاع الخاص وهذا علي دماس فني أشعة تشخيصية وبتقدير ممتاز عام 1429 ه .. يروي مأساته مع القطاع الخاص فيقول :» أحمل تصنيفا من هيئة التخصصات الطبية لمزاولة العمل .. وعاطل مع مرتبة الشرف!!، فضلا عن أني متزوج ولدي 3 أطفال، ومشكلتنا الأزلية مع وزارة الصحة كونها تصر على استقدام الفنيين من الخارج بينما نحن السعوديون عاطلون !! والمستشفيات الحكومية مليئة بالأجانب الصيادلة، وفنيي الأشعة، والمختبرات، والمستشفيات خير شاهد، ومن جانب آخر فالمراكز الصحية في القرى والتي تعمل فيها الممرضة الأجنبية كممرضة وصيدلانية، وفنية سجلات في آن واحد!! بينما يوجد في نفس القرية ومن أهلها فني الأشعة والصيدلي وهم عاطلون !!، وأنا شخصياً عملت في مستشفى خاص براتب 2700 ريال فقط، ولم أتغيب يوما واحدا لمدة 3 أشهر، وحصلت على إشادات الجميع في القسم، وعندما أقفل المستشفى فصلوني بينما تم نقل الأجانب في نفس القسم إلى الفرع الرئيس للمستشفى، أقول .. القطاع الطبي الخاص لا يضمن لنا عيشا كريما .. وهذا واقع بكل ما تعنيه الكلمة، وعن تجربة شخصية !» على شفا الانتظار ومن جهته يضيف ماجد الحربي :» هناك اختلاف كبير بين الوظائف الحكومية والوظائف في القطاع الخاص في المجال الطبي .. سواء بمميزات الرواتب والتأمين الوظيفي وغيرها من الميزات التي تمتاز بها الوظيفة في القطاع الحكومي, والكل منا يذكر لحظة دخوله الكلية والمعهد الصحي، تلك اللحظة التي أملنا النفس على الحصول على الوظيفة الحكومية .. فتكبدنا متطلبات الدراسة، وصبرنا حتى أنهينا دراستنا، وانتظرنا بعد ذلك سنين طويلة ننتظر وظيفة في أي منطقة من مناطق مملكتنا، وأملا في خدمة هذا الوطن، .. لكن مآسي القطاع الخاص مؤلمة، ولا أحد فيها ينصف الموظف المظلوم من كافة النواحي«. صيدلي ومعقب وميكانيكي خاص أبو خالد متزوج ويعمل (فني صيدلة) في أحد القطاعات الصحية الخاصة .. يشرح همومه مع الأمان الوظيفي في القطاع الطبي الخاص فيقول :» عملت لمدة عام وراتبي لا يتجاوز ال 1700 ريال، واستغلني مديري بالعمل للعمل كمعقب في الجوازات لصالح مؤسسة يملكها، فأقوم باستخراج إقامات عمال وفيز، كما أعمل على جمع التحصيل اليومي من إيراد الصيدليات، بالإضافة إلى عملي كفني صيدلي في صيدلية يشرف علي موظف عربي غير سعودي يعاملني معاملة العسكري للحرامي!! هذا بالإضافة إلى مهمتي بإصلاح سيارة مدير الشركة إذا كانت عطلانة!!