واصل منتدى الدوحة الثامن للديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة أمس أعماله بثلاث جلسات، جلستين صباحية "الديمقراطية مستقبل التحولات"، والاقتصاد "حجم السيولة"، وجلسة مسائية "مستقبل دور الإعلام الحر". ترأس الجلسة الصباحية سكوت بيتس - المعهد الوطني الديمقراطي (NDI) واشنطن، والمتحدثون الدكتور اوبان فكتور رئيس الوزراء السابق والأمين العام لحزب الديمقراطيين الشباب في هنغاريا، ومالكوم ريفكنو وزير الخارجية السابق - عضو مجلس العموم البريطاني، والدكتور عبدالرحيم المنار اسليمي برفيسور بالمعهد الديمقراطي الوطني (NDI)، وناثان براون - صندوق كارنيجي للسلام الدولي، والطيب المصباحي رئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان بالبرلمان العربي الانتقالي، والبروفسور كلوديا موفا - أستاذ التاريخ بجامعة تيرامو في ايطاليا وناقشت الجلسة الأولى الصباحية مستقبل العمل العربي والتأثير المجتمعي في نتائج الانتخابات، حركة دول الديمقراطية الحديثة والمستعارة (Icnrd)، موقف الغرب من الديمقراطية في الدول النامية، الحركات الإسلامية والديمقراطية في العالم العربي: صراع المواقف والمخاوف، هل حققت الإصلاحات الديمقراطية تقدماً أم تراجعاً في الشرق الأوسط؟، الإصلاح ومشاريع الديمقراطية في الميزان، والديمقراطية الفعالة والتنمية البناءة، وفي حين تحدث غالبية المشاركين الغربيين عن الديمقراطية في العالم العربي وانها ديمقراطية منقوصة وطالبوا بتبني الديمقراطية الغربية فإن الطيب المصباحي بالبرلمان العربي رد على هذه الاتهامات بالعديد من النقاط المهمة جداً أشار فيها إلى الاشتراطات الديمقراطية والمقومات الأساسية لهذه الديمقراطية، رافضاً فرض الديمقراطية الغربية ومشجعاً على الاستفادة منها، حيث المنظومة الغربية أغنت العالم في هذا المجال ولكن دون إكراه أو إجبار، مشيراً إلى أن ما جرى في العراق ليس من أجل الديمقراطية وإنما الحاصل هو فوضى كبيرة وأن التدخل كان من أجل البترول والمصالح الغربية. ثم حدد الطيب المصباحي عدة نقاط يعاني منها العالم العربي في سبيل تطبيق الديمقراطية وأهمها الإرهاب الذي يجب محاربته واجتثاث جذوره، لأنه ضد الحرية والتنمية والديمقراطية، وهو معوق أساسي لها. ثم ركز على أن الديمقراطية مرتبطة باحترام حقوق الإنسان لجميع مكونات المجتمع دون فرض رأي أو قيم على الآخرين وهذا سوف يحقق الاندماج والوحدة الوطنية التي هي ضرورة حتمية للاستقرار والحرية والديمقراطية دون تقسيم طائفي أو قيمي أو نحو ذلك، وأشار إلى أن خطة استنزاف العقول العربية من قبل الغرب تؤدي كذلك إلى صعوبة تطبيق الديمقراطية. ثم أشار إلى أننا نحن العرب لدينا منظومة لم تطبق بعد ويجب تفعيلها وتبيان مزاياها للعالم، مؤكداً على أهمية السلام في المنطقة، وأننا مع السلام وليس ضده، وعندما يكون في إسرائيل شخص شجاع يطبق القانون ويعطي للشعب الفلسطيني حقوقه فسيكون ذلك جيداً ويتحقق السلام وما يتبعه من استقرار وحرية وديمقراطية. وفي مداخلة له انتقد الدكتور محمد المسفر الأستاذ في جامعة قطر انتقد المطالبات الغربية بالديمقراطية في العالم العربي والإصرار على التدخل في الشؤون العربية والتغاضي أو نسيان قضايا كثيرة في العالم من آسيا إلى أميركا اللاتينية. وقال إن الغرب يريد ديمقراطية تخدم مصالحه واجندته وتخدم إسرائيل التي لا تعترف بحقوق الآخرين، مشيراً إلى أن حزب الليكود العنصري الذي يرفض السلام ويرفض الحقوق الفلسطينية وكذلك حزب شاس العنصري ويتحدث الغرب عن حركة حماس التي يصفها بأنها إرهابية ويرفض حتى توليها للشأن الفلسطيني رغم فوزها في الانتخابات، فأين الديمقراطية في رفض حركة تصل إلى الحكومة عبر صندوق الاقتراع وفي تأييد أحزاب عنصرية في إسرائيل ترفض السلام والتفاهم مع العرب. (الاقتصاد .. حجم السيولة) وعقدت الجلسة الثانية في الساعة 11.30وكانت تحت عنوان "الاقتصاد .. وحجم السيولة" ترأس الجلسة ستيفن روش رئيس مؤسسة مورغان ستانلي في هونغ كونغ والمتحدثون: الدكتور غسان عياش (اقتصادي لبناني)، ومها النعيم (بيت الاستثمار العالمي من الكويت)، وبول مارسون (مدير عام الاستثمار في مورغان ستالني من المملكة المتحدة)، وغافين آرثر (عمدة لندن السابق). وناقشت الجلسة تأثير المداخيل العالية للنفط والغاز، والمستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط، أفق العولمة: ما الذي يحدث اليوم، الصناديق السيادية: هل يمكن السيطرة عليها دولياً، والعملات العالمية وتأثيرات الربط. مستقبل دور الإعلام الحر وعقدت الجلسة المسائية الساعة الرابعة من بعد الظهر بعنوان مستقبل دور الإعلام الحر برئاسة ديفيد فوستر من قناة الجزيرة الإنجليزية، والمتحدثون هم: وضاح خنفر مدير عام شبكة الجزيرة، اللورد تيم بيل رئيس مؤسسة (Chime للاتصالات) المملكة المتحدة، البروفيسور علي محمد شمو وزير الإعلام والثقافة الأسبق في السودان، محمد الرميحي رئيس تحرير صحيفة (اوان) اليومية الكويتية، وفاتنة صلاح الدين رئيس تحرير جريدة (العرب في أوهايو) الولاياتالمتحدة. وناقشت الجلسة موضوعات: التأثير على الرأي العام، القنوات الفضائية، تعامل الإعلام العربي، القوانين المعيقة، تأثير الإعلام في التحولات السياسية، وحرية العمل الإعلامي في عالم بلا حدود.