يتكون العمود الفقري من أربع وعشرين فقرة مرصوفة فوق بعضها البعض. و تتكون كل واحدة من هذه الفقرات من عدة أجزاء خلال المرحلة الجنينية وبداية الطفولة ثم تلتحم هذه الأجزاء مكونة الفقرة الكاملة قرب مرحلة البلوغ. إلا أنه في بعض الأحيان يحدث خلل في عملية الالتحام مما يؤدي الى ما يعرف بالانحلال الفقري. هذا الخلل يصيب ستة في المئة من الأطفال وقد يكون من غير سبب أو قد يكون نتيجة بعض الرياضات العنيفة كلعبة الجمباز وكرة القدم والكاراتيه التي قد تؤدي الى ضغوط مزمنة ومتكررة على أسفل الظهر. الأعراض قد تبدأ الأعراض في مرحلة الطفولة أو الشباب ولكن في كثير من الناس لا يتم اكتشاف الحالة إلا في مرحلة متأخرة وذلك لأن الكثير ممن لديهم هذه الحالة لا يعانون من أية أعراض. أما في الفئة التي لديها أعراض فهي عادة ما تكون في شكل ألم وتيبس في حركة أسفل الظهر وذلك لأن الانحلال الفقاري عادة ما يصيب الفقرات القطنية السفلى. بالاضافة الى ذلك فإن الانحناء والميلان للخلف يزيدان من شدة الألم. أما في الحالات المتقدمة فقد يمتد الألم الى منطقة الوركين والساقين بسبب الضغط على الأعصاب. التشخيص عادة ما يتم بالفحص السريري وأخذ الأشعات اللازمة بما فيها أشعة الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية للفقرات القطنية والتي عادة ما يظهر فيها مكان الانحلال وشدته وعدد الفقرات المصابة. كما يظهر بوضوح إذا ما كان هناك ضغط والتهاب في الأعصاب المجاورة. العلاج التحفظي عادة ما يبدأ علاج هذه الحالات عن طريق الأدوية المسكنة والأدوية المضادة للالتهابات والأدوية المرخية للعضلات بالاضافة الى ذلك فإنه يتم استخدام الأحزمة الطبية التي تسند أسفل الظهر وتقلل الحركة في الفقرات المريضة ويتم اللجوء الى جلسات العلاج الطبيعي التي تساعد على التخفيف من شدة الألم والتشنجات العضلية ويتم فيها اعادة تأهيل المريض وتثقيفه ليتجنب الأنشطة والحركات التي قد تؤدي الى اجهاد اسفل الظهر وأيضا يتم خلال هذه الجلسات عمل تقوية لعضلات البطن وأسفل الظهر مما يؤدي على المدى الطويل الى تخفيف الضغوط التي يتعرض لها العمود الفقري. العلاج الجراحي الغالبية العظمى من المرضى تستجيب للعلاج التحفظي. أما في الفئة التي تستمر معاناتهم فإن العلاج الجراحي يكون هو الحل الأمثل لوضع حد للآلام وهو عادة ما يتكون من جراحة روتينية لأسفل الظهر يتم اجراؤها عن طريق جرح صغير لا يتجاوز البضعة سنتيمترات ويتم خلالها إصلاح الانحلال أو دمج للفقرات المصابة مع عمل طعم عظمي لها. وهذه الجراحة تستغرق حوالي الساعتين الى ثلاث ساعات ويتم الاستعانة بمكبرات بصرية لاجرائها بدقة وسهولة. وعندما يتم اجراؤها بدقة فإن نسبة نجاحها تتجاوز التسعين في المئة ويتمكن المريض من المشي بعد الجراحة في اليوم التالي ويستطيع الخروج من المستشفى خلال ثلاثة أو أربعة أيام. أما بالنسبة للعودة للعمل والحياة اليومية بشكل طبيعي فإن ذلك يستغرق مدة ستة أسابيع وقد يختلف من مريض لآخر كل حسب عمله وطبيعة حياته. وبصفة عامة فإن هذا المرض أصبح علاجه متوفراً وروتينياً وذا نسبة نجاح عالية بإذن الله. @استشاري العظام والعمود الفقري مستشفى الحرس الوطني