في بادرة إنسانية لاقت تقدير وثناء اهل المنطقة الجنوبية اعلن المواطن صالح بن محمد بن هداف تنازله لوجه الله تعالى عن قاتل ابنه محمد "المواطن محمد بن سعيد بن سبره" قبل تنفيذ حكم القصاص بيومين . ابن هداف قال ل(الرياض) اثناء زيارتنا له بمنزله وسط البلد بخميس مشيط انه قبل موعد القصاص بيومين تذكر ابنه الذي كان بارا به ويقول قلت في نفسي ماذا أكافئ ابني به من جزيل العطاء في الآخرة هل ابني له مسجدا أم ماذا افعل له لأجزيه خيرا في الدنيا، ويضيف ابن هداف وفي الصباح الباكر أجريت اتصالاتي على بعض من المشائخ والعلماء ألأفاضل في مقدمتهم مفتى المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ والشيخان عبد الله المطلق وصالح بن غانم السدلان وقد دارت بيني وبينهم حوارات عديدة حول ما هو أفضل وابقى لدى العزيز الجبار فأشارونى كلهم بأن العفو عند المقدرة هو الأصلح والأبقى عند المولى عز وجل . وأوضح ابن هداف في حديثه أنه أجرى اتصالات على اثنين من الثقات وأعلمهم بان لديه قضية أخرى بمحكمة الخميس أراد شهادتهم فيها وكان موعده بهم أمام باب المحكمة الشرعية وقال "دخلت وهم يتبعونني دون علمهم بالأمر إلى مكتب رئيس محاكم خميس مشيط وكان دخولي عليه مباشرة دون اى استئذان وبعد السلام عليه قلت له أشهدك يا فضيلة القاضي ومن حضر بأنني قد أعتقت قاتل ابني لوجه الله عز وجل . في تلك اللحظة لم يتمالك الجميع نفسه فقد بكى من حضر وقلت لفضيلة القاضي طلبي هو اخذ تنازلي الآن دون تأخير وفعلا تنازلت بقناعه لوجه الله عز وجل وقد أمنت لأمه منزلا مناسبا اشتريته لها بما يقارب مليون ريال لتكون راضية هى الأخرى وأيضا زوجته المسكينة التي أجهضت جنينها في الشهر الثاني عندما سمعت بمقتل زوجها دفعت لها مبلغ 400ألف ريال وأضاف ابن هداف المولى عز وجل اعطاني محمدا وأراد أن يأخذه نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته يقول عندما عدت إلى منزلي لأخذ بعض الأوراق وكنت أريد أن أسافر إلى مكةالمكرمة لقضاء بعض الأيام هناك انتشر الخبر بأسرع ما يمكن وتوافدت الجموع على منزلي من كل مكان ورفعت الرايات البيضاء لى وسط هتاف وبكاء اغلب الأصحاب وبهذا يضرب ابن هداف المثل الأعلى في التسامح والعفو فقد رفض جميع الوساطات والملاين والعقارات في إرضاء المولى عز وجل ... وتعود قصة الحادثة إلى عام 1426ه حينما حظر المجني عليه محمد بصحبة والده وعدد من أقاربه حفل زواج ابن عم الجاني يقول والد محمد كنا نستقبل الضيوف وبعد الترحيب بهم قام الجاني بإخراج مسدسه وبادر بإطلاق النار على ابني بثلاث طلقات أمام الجميع كانت كفيلة بوفاته بعد لحظات من نقله إلى المستشفى حيث كان يرحمه الله يردد التشهد والتكبير بين يدي حتى فارق الحياة على بوابة المستشفى . وأكد ابن هداف أن الجاني قد صدر بحقه حكم شرعي يقضي بقصاصه بعد مرور ثلاثة أعوام على قتله أبني وقال لقد أرادت قدرة المولى عز وجل أن يتم تأجيل القصاص لمرتين بالرغم من حضور مشايخ وأعيان ووجهاء المنطقة إلى منزلي يومياً وإلحاحهم على بالتنازل إلى انني كنتُ خير مستقبل لهم وكان مطلبي الأول والأخير هو تنفيذ حكم القصاص بقاتل ابني رافضا بذلك الملايين والعقارات.