في العصور التي خلت كان للصداقة شأن كبير ومنهم من يسمي ابنه بذلك الصديق وهذا ما يسمى بالسمي ولا زال إلى الآن حيث لم يكن الأمن والأمان حاضراً فالاعتماد هو على الصديق بعد الله في الدفاع عن النفس في حال تعرض الإنسان لمكروه وكان قطاع الطرق يتواجدون جماعات في تلك الأزمنة التي خلت وفي المقابل كان الناس لا يسافرون الا جماعات لتفادي شر المجرمين وفي قصة طريفة وموعظة لأحد الشياب في ذلك الزمان لاحظ كثرة أصدقاء ابنه ودار نقاش بينه وبين ابنه عن أحوال هؤلاء الأصدقاء فرد عليه الابن ان أصدقائي هم أوفياء وجاعلهم للعوزة والحاجة والفزعة وقت نوائب الزمان ولأنني والحديث للابن لا أرى معك إلا صديقاً واحداً لا يستطيع الوقوف معك إذا ما داهمك مكروه أو حاجة من حوائج الدنيا فرد عليه الشايب الله لا يحوجنا لأحد عندها أحب الوالد أن يضع ابنه وأصدقاءه في موقف حرج للغاية فقام في منتصف الليل وذهب إلى ابنه وأخبره أن لصوصاً هجموا على الراعي وسلبوا منه قطيع المواشي واعتدوا على محارمنا وفي ذلك الزمان قبل توحيد هذه البلاد على يد المغفور له الملك عبدالعزيز كان الخوف والجوع والمرض تتصدر تلك الحياة واذا حل بإنسان مكروه أو حاجة فالصديق الصدوق هو أول من يقف معك فأخبر ابنه بضرورة وقوف أصحابه معنا حتى يزول هذا الخطر ونستعيد ما أخذه اللصوص ونحمي محارمنا فذهب إلى جميع أصحابه وتخلوا عنه وأخبر والده بتعذرهم قبل طلوع الفجر فقال له بقي أن أرى رأي صديقي وذهب إليه وأخبره بالقصة فما كان منه إلا أن أخذ سلاحه وذهبا إلى المنزل نادى الشايب على ابنه ليخبره أن صديقه جاهز معنا لخوض المعركة بعدها أخبر الشايب صديقه وابنه أنه لا مكروه بل ليعرف ابني أن الوفاء ليس بكثرة الأصحاب فلعل أخا لك لم تلده أمك وأن الأخلاء الأوفياء وان قلوا فهم دروع لك إذا أحوجك الزمان إليهم فما أحوجنا إلى الصديق الصدوق ليس ليعيننا على جريمة أو تعصب أو إيذاء الناس لا بل يكون ناصراً لك إذا ظلمك أحد وناصحاً لك إذا رأي منك ظلماً على أحد بل تجده وقت الحاجة يقوم معك في الأفراح وفي الأحزان إن معظم من فقدوا أصدقاءهم أولئك الذين كانوا يصولون ويجولون وعندما سحب البساط من تحت أرجلهم فقدوا جميع الأصحاب ماعدا خل صديق وفي، أما أصدقاء المصالح فهم منشغلون بترتيب أوضاعهم مع الخلف فهكذا هي الدنيا فما أكثر الأصحاب حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل، فلنحرص على الصداقة الخالصة لوجه الله وإذا استعان بك ذو حاجة فساعده على قضاء حاجته فمن نفس كربة عن مسلم من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة فصحبة الأخيار هي المكسب والجليس مع الجليس كنافخ الكير يحرق ملابسك وصاحب الطيب تكسب منه الرائحة الطيبة. ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى شيخ النواشرة عضو المجلس المحلي - القنفذة