هناك حملات في معظم القنوات الفضائية أو التلفزيونية من آن لآخر تُحذر من مطاعم الوجبات السريعة وما تسببه من أضرار وسمنة وزيادة في الكوليسترول في الدم؛ والمتأمل هذه الأيام يجد السمنة المفرطة قد انتشرت بين أطفال هذه الأيام؛ بعكس أطفال أيام زمان؛ وأرى ان سبب تلك السمنة المفرطة هو العادات الغذائية االسيئة التي طرأت على المجتمع؛ وأضحك كثيرا من بعض الأهالي عندما يقولون ان سبب سمنة أطفالهم غير معروفة؛ بالرغم من أنهم (الأطفال) لايأكلون كثيرا؛ وموضوع الغذاء السيىء (جنق فوود) أصبح يشتكي منه العالم ويحاربه؛ إلا نحن لم نأخذ الموضوع بالجدية الكافية؛ فانتشر لدينا في السنوات الأخيرة أكل المطاعم (والهوم دلفري) بشكل كبير؛ وجيلي لا شك يتذكرون كيف كنا لانعرف أكل المطاعم إلا فيما ندر؛ وأنواع الأكل الخارجي تكاد تنحصر في (المطبق والطعمية) يُحضرها الأب ويفرح بها الأطفال والنساء؛ وإن كان طعاما فاخرا بمقاييس أيام زمان فهو حمص (حمبص) وشاورما؛ وكانت ألذ شاورما نبتاعها من مطعم أبو نواس في شارع الوزير أو بوفيه جُهينه في شارع المطار القديم أو البوفيهات المنتشرة في شارع العصارات في التسعينيات الهجرية؛ عندما يتراكض الباعة ذوو الوزرة إلى سياراتنا عندما نوقفها؛ لتلبية طلباتنا؛ وأذكر اننا كنا نتناول الشاورما والعصير في السيارة في معظم الأحوال؛ فتوفر السيارة وركوبها في حد ذاته يعتبر منتهى التشخيص و(البرستيج) فما بالكم إن كان يرافقه تناول شاورما وعصير مشكل؛ وفي معظم الحالات لا يعرف الأهالي اننا أكلنا في احد المطاعم أو البوفيهات؛ فنجلس معهم حول وجبة العشاء؛ وقد (نتغصب) الأكل؛ وإن رأونا وسألونا لماذا لانأكل قلنا أننا لا نشتهي العشاء أو أن غداء المرقوق أو القرصان لم يدع مكانا في بطوننا لعشاء؛ ولا نُخبرهم بما فعلنا في جُهينه أو شارع العصارات؛ فالأكل في المطاعم يعتبر عيبا أيام زمان؛ أين منه إقبال الأطفال والشباب وتقبل الكبار ل (الهوم دلفري) هذه الأيام؛ ليس في وجبة العشاء فقط؛ بل حتى الغداء والفطور بعد سهر في الإجازات بلا نوم؛ لأطفال (سمان) مسدودة أنفسهم وشهيتهم (يا حرام) عن أكل البيت؛ وإلى سوانح قادمة بإذن الله.