المتابع لزاوية مباشر وللردود عليها سيلاحظ أن كتاب الزاوية قد يأتون على ذكر بعض الأنشطة بحماس ملحوظ يقابله من جانب الجمهور تعليقات على شاكلة (أين حصل هذا، لم نر أي شيء من هذا؟) وكأن الكاتب يبتكر أنشطة متخيلة بينما الأمر ليس كذلك، فالذنب يقع على عاتق الحلقة الإعلامية الضعيفة التي تربط بين المتلقي والحدث، إذ من الطبيعي أن حدثاً جميلا يُغطى في خلال دقيقتين أو خمسة لن يعطي هذا الانطباع عن أهميته، أقصد بذلك الرسالة اليومية على القناة الأولى.. تلك الرسالة التي لا تسمن ولا تغني، فقط ترمي عن عاتق المنظمين هم الخطة الإعلامية وبأقل التكاليف. الرسالة اليومية كجزء من إيصال الخبر المرئي تمثل طريقة جيدة للتغطيات لكنها طريقة قاصرة إذا تعلق الأمر بأنشطة ثقافية ضخمة ورفيعة المستوى على الإعلام أن لا يكون مجرد ناقل للخبر فيها بل ناقل للحدث بكل الطرق الممكنة. أين الأنشطة التي تخصص لها برامج كاملة أو بث حي غير المناسبات الرياضية أو الموسمية المتكررة!. يومياً تحدث عشرات الأنشطة والفعاليات الثقافية لكن إيصالها يحتاج القليل من المثابرة وأقول مثابرة ليقيني أن الخطط المنفذة تريد أن تراعي الميزانيات المرصودة لتنفيذ هذه المشروعات وهذا قصور في تقدير أهمية أن تكتسب هذه المشروعات صبغتها الشعبية التي تستحق. لنأخذ مثالاً فعاليات الأيام الثقافية السعودية في خارج المملكة أو داخلها، هل يعقل أن نشاطاً بهذه الضخامة تتولاه أكبر جهة إعلامية في البلاد ومرصودة له الملايين لا تخصص له رعاية إعلامية تليق؟. على الأقل بحجم الأموال التي تخصص له. من قد يكون أكثر علماً بصناعة نجومية الحدث ونجومية المشاركين وتقريب الثقافة من كل هذا، أكثر من وزارة الإعلام؟. هل يملك (أمير الشعراء) أو (شاعر المليون) ذلك المحتوى الذي يقدم ذاته بذاته فيصل بكل هذه الشعبية!. قليل من التأمل في برامج الشعر الفصيح أو النبطي كاف لإدراك ما تمكنت الهالة الإعلامية من صنعه.. وما يمكن لمشاريعنا تداركه.