كثيرة هي الأمور التي يمكن للإنسان ألا يتقبلها وكثيرة هي الأشياء التي يستطيع المرء أن يشكك في حقيقتها في هذا الوجود، ولكن دائماً ما تبقى حقيقة واحدة لا يمكن لإنسان أن ينكرها ولا لعاقل أن يغفلها ألا وهو الموت، ذلك الكأس التي لابد للكل أن يشرب منها وأن يتجرع مرارتها ويشعر بآلامها والكل في ذلك سواء الأمير والبسيط، الشيخ والطفل، الغني والفقير، فتلك سنة الله في خلقه فسبحان من له البقاء والدوام. وبالأمس القريب فقدنا أخاً غالياً وصديقاً حميماً وابن عم بار هو - عبدالله بن محمد السعد العجلان (أبوعجلان) الذي انتقل إلى جوار ربه بعد رحلة معاناة مع المرض - نسأل الله أن يجعلها في موازين حسناته ومكفرات لسيئاته - وحقاً ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا عجلان لمحزونون، فقد كنت نعم الأخ ونعم الصديق، عرفتك وفياً مخلصاً وفياً لكل ذويك ولكل من يعرفك، مخلصاً لأصدقائك وأحبائك وما أكثرهم، رافقتك يا أبا عجلان في سفرات كثيرة وفي رحلات عدة فكنت خير الرفيق وخير المعين في الحل والترحال، كنت دقيقاً في كل شيء حتى في مواعيدك لم تترك شيئاً للصدفة ولم تعرف العشوائية إلى حياتك طريقاً، كنت حازماً عملياً، محنكاً متعاوناً أهّلتك كل هذه الصفات لأن تكون رمزاً للنجاح وعنواناً للتفوق، كنت حبيباً رحوماً أحببت أهلك فبادلوك حباً بحب، أخلصت لهم فأحبوك وصلت رحمهم فوقروك وأعزوك، كنت لهم مظلة الحب التي تظلل الجميع ومرجع الخير للكبير والصغير فما انقضى أمر إلا بعد الرجوع اليك ثقة في سلامة رأيك ورجاحة عقلك، كنت لهم ينبوع حب وفيض حنان، كنت لين الجنب طيب الخصال كريماً معطاءً نحسبك من أولئك الذين يؤثرون على أنفسهم ولوكان بهم خصاصة فكيف وقد أغناك الله من فضله ووسع عليك من واسع رزقه. إن الحديث عنك يا ابن العم وعن خصالك الحميدة يطول ولكننا لن نتجاوز الحد حتى لا يقال إننا نجامل فما في الموت مجاملة ولكن هي حقوق تعطى لأصحابها ومكارم تنسب لأهلها. ان مصابنا فيك يا أبا عجلان حقاً كبير ولكن عزاءنا ان الجسد يرحل والروح تبقى، وستبقى روحك الطيبة ترفرف بين ظهرانينا ما حيينا، عزاؤنا أن ذكراك الطيبة باقية ومآثرك لن تنسى .. عزاؤنا أن يبارك الله في ولدك وأن يسيروا على دربك وأن يكونوا خير خلف لخير سلف، عزاؤنا الأكبر أن تكون في جنات الخلد في مقعد صدق عند مليك مقتدر مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، نبتهل إلى الله السميع العليم القريب المجيب أن يغفر لك ذنبك وأن يرحمك برحمته التي وسعت كل شيء وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة انه على ذلك قدير وبالاجابة جدير والحمد لله رب العالمين. @ الرئيس التنفيذي لمجموعة العجلان المتحدة