تنطلق اليوم فعاليات المهرجان الأول للتراث والفنون في محافظة عنيزة بمنطقة القصيم. هذا المهرجان الذي تنظمه ولأول مرة (لجنة الثقافة والفنون) بالمحافظة مدشنة بذلك بداية نشاطاتها بعد أن تم تأسيسها والترخيص لها تحت مظلة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فرع القصيم، الجميل في هذا المهرجان أنه أولاً سيفتتح فعالياته وبرعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم هذا الأمير الذي تحتل الثقافة والتراث والفنون مساحة شاسعة من اهتماماته والحرص على تنمية مؤسساتها في المنطقة منذ الأيام الأولى التي بدأ فيها عمله حاكماً إدارياً لها من أكثر من عقد ونصف من الزمن، هذه المنطقة التي أحب هذا الأمير أهلها فأحبوه وعشق فنها وتراثها فألفوه، وتحدث ملياً عن تاريخها وناسها فلا فض فوه، لقد كان لسموه فضل الريادة وريادة الفضل عندما شجع عقد المهرجان الأول للمسرح السعودي في منطقة القصيم فكانت القصيم أول منطقة تنطلق منها مواهب المسرحيين السعوديين على خشبات مسارح القصيم برعاية كريمة وتشجيع من الدولة عبر الرئاسة العامة لرعاية الشباب عندما كان هذا القطاع تابعاً لها، وعندما عقد المهرجان الرابع للمسرح السعودي قبل عدة أسابيع في منطقة الرياض كرمت القصيم في شخوص رواد المسرح فيها مثل المبدع المسرحي عبدالعزيز السعيد، هذه الريادة المسرحية وهذا التشجيع من لدن فيصل بن بندر للحركة المسرحية في المملكة عبر المهرجان الذي عقد لهذا الغرض حق مستحق علينا نحن العاملين في هذا القطاع أن ندين بالفضل بعد الله إلى هذا الأمير الذي استشرف أهمية المسرح ترفيهاً وتوجيهياً وثقافة ولم يعبأ بالأصوات التي نادت إلى وأده فأثبتت الأيام أنه كان على حق عندما عدنا هذه الأيام لنؤكد أهمية تنمية حس المرح بين الناس وبما يتناسب مع الثوابت وعادات وتقاليد المجتمع، والجميل في هذا المهرجان ثانياً أنه يتميز بالتنوع فقد حرص المنظمون أن يكون مهرجاناً يغطي جميع ألوان التراث والفنون ويلبي جميع الرغبات ويلائم جميع الأذواق ويعرض اهتمامات مختلف الشرائح المعنية بأمر التراث والفنون ومن مختلف الأعمار والسنين، وجميل ثالثاً في هذا المهرجان توقيته فقد حرص المنظمون أيضاً أن يكون بدء فعالياته متزامناً مع إجازة الطلاب لكي يتاح لهم الاستمتاع أو المشاركة في فعاليات المهرجان المتنوعة، ولا جميل بعد كل هذا الجمال إلا القول بأن ما سوف يستمتع به أبناء المحافظة والمنطقة والزوار من فعاليات تراثية وعروض فنية إنما يعكس حقيقة ما يزخر به مجتمعنا السعودي من مخزون تراثي وإرث فني ضارب في جذوره في عمق التاريخ الثقافي والتراثي والتقني للمملكة فهذا المهرجان وغيره من المهرجانات التي تعقد في مختلف مناطق المملكة إنما تشير إلى حقيقة واحدة وهي أنه عندما تتاح لتراثنا وفنوننا المنصات المناسبة لعرضها والمنابر المتاحة للتعبير عنها فإننا سنجد ما نفخر به ونعتز به وما نقدمه للآخرين تراثياً آخاذاً وفناً أصيلاً يعكس صحارينا وسهولنا وجبالنا ونخيلنا وشواطئنا وبلون طيف نسجته إدارة المولى وتوفيقه على يد مؤسس ملهم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وقيادة رشيدة متعاقبة حافظت على هذا الكيان الراسخ، نستطيع استيراد المركوب والملبوس وحتى المطعوم والمشروب ولكن التراث والفنون والثقافة فهي همس الأمة ومادة الوعي الجمعي ونفس المجتمع وضمير الناس، بقي القول إن مشاعر المرح والفرح بين الناس غريزة إنسانية وفطرة ربانية ينبغي أن تنمى وأن تشجع فالأصل أن يكون الإنسان على هذه الحالة والاستثناء أن يكون كئيباً حزيناً (مغلدماً) بل إن إظهار مشاعر الفرح أمر مشروع في ديننا الإسلامي الحنيف الذي هو دين الفطرة ودين السماحة ودين الاعتدال.. شكراً للأمير وشكراً للمحافظ وشكراً للمنظم وشكراً للراعي وشكراً للمشارك وشكراً للزائر. @ رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والتراث