عامود اليوم موجه بالدرجة الاولى لحملة الشهادات العليا في الاقتصاد الذين يشاركون بالكتابة والرأي في شؤون البترول. المقارنة بين النظرية الاقتصادية التي تختص بدراسة التوازن في أسواق السلع التقليدية التي يستطيع الانسان انتاجها في المصانع كالسيارات والنظرية الاقتصادية التي تختص بدراسة التوازن في اسواق الموارد الناضبة التي لا يستطيع ان يصنعها الانسان كالبترول مليئة بالمفاجآت. هذه المفاجآت يحق لاوبك ان تكتبها بماء الذهب وتوزعها على وسائل الاعلام خلال عقد اجتماعات وزراء بترولها. المفاجأة الاولى: النظرية التقليدية تقول ان المحتكر شرير لأنه يخفض الانتاج ويرفع السعر الى ان يجعل التكلفة الحدية تساوي الايرادات الحدية فيحرم الجيل الحالي والاجيال القادمة من مثلث الرفاهية ويتسبب في حدوث ما يسمى: Deadweight Loss. بينما المحتكر في المورد الناضب فيتحول الى فاعل الخير (او ملاك الرحمة) الذي يحفظ للاجيال القادمة نصيبها من المورد الناضب وينقل لهم بأمانة مثلث الرفاهية. المفاجأة الثانية: النظرية التقليدية تقول: أن الاسعار تبقى ثابتة عند نقطة التوازن طالما لم تطرأ عوامل جديدة تؤثر على منحنيات العرض والطلب. بينما نظرية المورد الناضب فتقول: لابد ان ترتفع الاسعار باستمرار بمعدل يساوي معدل الفائدة فاذا كان معدل الفائدة 10% مثلا فيجب ان يرتفع سعر المورد بمعدل 10% سنويا وهذا هو الشرط الاساسي Fundamental Principal على حد تعبير البروفيسور سولو الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد. المفاجأة الثالثة: هذه المفاجأة تقارن بين الاحتكار التام والمنافسة التامة في سوق المورد الناضب في ثلاث حالات كالتالي: الحالة الاولى: اذا كانت مرونة الطلب ثابتة CONSTANT والتكلفة الحدية تساوي صفرا سيكون السعر والانتاج متطابقان كل التطابق على مدى مرور الزمن سواء كان المنتج محتكرا او منافسا اي لا يوجد فرق بين الاثنين. هذه المفاجأة جعلت نخبة من الاقتصاديين يصرحون انه من العبث تضييع الوقت في التساؤل: هل اوبك منظمة احتكارية او انها غير ذلك؟ الحالة الثانية: اذا كانت مرونة الطلب تتناقص عندما يزداد معدل انتاج المورد الناضب في هذه الحالة عند نقطة البداية لاستخراج المورد سيبدأ المحتكر بانتاج كمية اقل من الكمية التي ينتجها المتنافسون وبسعر اعلى من السعر الذي يتقاضونه ولكن لن يلبث الوقت طويلا خلال الاجيال القادمة حتى ينعكس الوضع فيصبح انتاج المحتكر اكبر من انتاج المتنافسون واسعاره اقل من اسعارهم وكذلك يطول عمر المورد. يعلق على هذه المفاجأة كوكبة من اكثر الاقتصاديين احتراما بما معناه: أن المحتكر هو المدبر الحصيف الذي يقوم بالتوزيع العادل للمورد بين الاجيال بينما المتنافسون هم المسرفون الذين يبددون ثروات الأمة. الحالة الثالثة: اذا كانت مرونة الطلب تتزايد عندما يزداد معدل انتاج المورد الناضب (اي عكس الحالة الثانية) فإن المحتكر يصبح هو المسرف الذي يبدد المورد الناضب لأنه يبدأ الانتاج بكميات كبيرة واسعار منخفضة ولكن لا يلبث طويلا حتى يضطر الى خفض انتاجه عندما يشرف المورد على النضوب. هذه الحالة تنطبق على اوبك. لماذا؟ لأن مرونة الطلب على البترول الآن أقل من واحد صحيح وتتزايد بتزايد الأنتاج. هذه المفاجأة بمثابة قنبلة تنسف مقولة ان اوبك كارتل. (ربما سأعود لهذه الحالة لاحقا لأ قتناعي أنها حالة اوبك) اكتفي بهذه المقارنة الأنتقائية التي تقلب المفاهيم السائدة رأسا على عقب واؤكد أني نقلتها نقل مسطرة من مصادرها الأصلية في امهات الدوريات المتخصصة التي يكتب فيها نخبة من اكثرعلماء الاقتصاد احتراما. للاطلاع على كامل المصادر مع ذكر اسم الكاتب ورقم الصفحة للمصدر الذي نقلت منه يمكن الرجوع الى الفصل الأول من رسالتي للدكتوراة وقد سمعت انه يوجد نسخة منها في مكتبة وزارة التخطيط. @ رئيس مركز اقتصاديات البترول مركز غير هادف للربح