"عرفت الآن فقط سر عشق أهل الإسكندرية لمدينتهم" بتلك الكلمات المباشرة عبر أحد الزملاء أعضاء الوفد الإعلامي الخليجي الزائر لمصر عن إعجابه بتلك المدينة العريقة القابعة بين أحضان البحر المتوسط، التي تجمع بين سماحة المصريين ورونق أوربا، وكأنها توليفة متفردة تمازجت فيها اجمل ما في الشرق والغرب. وكان الاستقبال الذي خص به محافظ الإسكندرية عادل لبيب وحواره الصادق المتحمس مع الوفد الإشارة الأولى على دفء هذه المدينة، وتبين في الوقت نفسه مشاعر الود والابتسامة التي تعلو الوجوه في كل مكان بفندق "الفور سيزون" المبهر الذي يعد أحدث فنادق مدينة الإسكندرية وأفخمها رسخت قناعة الإعلاميين بأن هناك شئاً مختلفاً في هذه البلدة. فالفريق الإعلامي يضم نخبة من الإعلاميين الخليجيين المتخصصين في قطاعي السياحة والاقتصاد، وهم معروفون بترحالهم الدائم وإطلاعهم على كثير من الدول في العالم ولكنهم في الإسكندرية اجمعوا على أن هذا مختلف لم تره أعينهم رغم زيارتهم المتكررة لمصر والقاهرة تحديداً. برنامج حافل كان مهيأ للوفد في الإسكندرية تضم في البداية زيارة مكتبة الإسكندرية الحديثة، وهي واحدة من روائع المنشآت الثقافية في العالم الآن، ومجهزة لتكون ثاني مكتبة في العالم قاطبة بعد مكتبة الكونجرس الامريكية، فالبناية مصممة على شكل قرص الشمس تضم بين ثنايا طوابقها السبعة مركزاً ثقافياً حضارياً علمياً، وليس مجرد مكتبة لتجميع الكتب والأطلاع عليها. ويبدو أن المصريين بالفعل جادون في استعادة رونق وتاريخ مكتبهم العريقة مكتبة الإسكندرية القديمة التي اتهم العرب بهتاناً بحرقها، فهي المرة الأولى التي ترى فيها العين المئات من الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات والجنسيات يصطفون أمام بوابات مكتبة في عالمنا العربي!! لقد أبدع مصممو المكتبة وبناؤها وأيضا المشرفون عليها بعد الافتتاح في تقديم صرح رائع لخدمة الثقافة فما بين أقسام المكتبة العديدة هناك مساحة عريضة من أجمل ما أبدع العقل البشري، بدءاً بالمخطوطات النادرة التي لا تقدر بثمن، وبعضها قبل الميلاد، مروراً بروائع الفن الإسلامي من مصاحف وكتب تفاسير وصولاً لنحو 550الف كتاب بكل لغات العالم، وبالطبع قاعات للحاسب الآلي تستوعب نحو 2000زائر في نفس الوقت. والى جانب المعالم الثقافية كان هناك جولة شملت قصر المنتزة وحديقته التي تضم الآلاف من الأشجار والنباتات النادرة، والذي تم استثمار جزء منه ليكون فندقاً فخماً "السلا ملك" وهو قصر الضيافة الخاصة بالعائلة المالكة في مصر قبل عام 1952، وقد تم تجديده ولكنه ظل محتفظاً بطرازه المعماري الرائع، وأثاثه الفخم. كما زار الوفد الذي ضم ممثلين لصحف سعودية وكويتية وإماراتية وبحرينية وعمانية ميناء الإسكندرية البحري الذي يعد بعد تطويره من أكبر مواني الشرق الأوسط، ومن المقرر أن يكون محطة جذب سياحي استثماري، حيث أتيحت منشآت وإمكاناته للاستثمار من قبل القطاع الخاص العربي والأجنبي. وناحية الغرب توجهت القافلة الإعلامية لتطلع على الساحل الشمالي، الذي يعده المصريون كنزاً استثماريا ينتظر مكتشفيه، بعد أن اكتملت بنيته الأساسية وشهد حركة عمرانية تجسدت في 100قرية سياحية جذبت مليارات الدولارات من الاستثمارات المصرية والعربية والأجنبية. ويتوقع كثيرون أن تكتمل المنظومة خلال السنوات القادمة بإنشاء مدينة الإسكندريةالجديدة، وإتاحة الجزء الجنوبي من الطريق الدولي لمشروعات خدمية وصناعية وترفيهية تمثل التنمية المستدامة في ساحل يمتد لنحو 300كيلو متر يتميز بالمناخ المعتدل طوال العالم. الإسكندريةالجديدة من جهته أعلن عادل لبيب محافظ مدينة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية عن طرح مشروع إنشاء مدينة الإسكندريةالجديدة قبل نهاية العام الجارى، مشيرا الى ان المدينة سيكون منطقة جذب للمستثمرين العرب والأجانب خاصة المهتمين بقطاع السياحة والترفيه.وجاء ذلك فى لقاء مع وفد الصحفيين الخليجيين المهتمين بالشئون السياحية والاقتصادية والذين ينهون زيارتهم لمصر اليوم. وأشار الى ان التخطيط العمراني للإسكندرية الجديدة يضم 7فنادق فئة خمسة نجوم اضافة الى مدينة طيبة ومنتجع للسياحة العلاجية على مساحة كبيرة جداً كذلك قرية ذكية" لاستقطاب كبريات الشركات والمصانع فى قطاع الحاسب الالى، وكما ستضم المدينة مجمعات سكانية وعمارات بارتفاع 70طابقا، ومراكز لرجال الإعمال الى جانب مركز للمؤتمرات والمعارض، ومدينة ترفيهية تعد الأحدث فى العالم، حيث تشمل بحيرة كبيرة، وستكون الأولى من نوعها في العالم العربي، يمكن استثمارها فى الرياضات المائية المعروفة عالمياً حيث إنها أصبحت عامل جذب سياحي مهم. ودعا محافظ الاسكندرية المستثمرين العرب للمشاركة فى المشروعات الجديدة واستثمار الفرص المتاحة فى قطاعات مختلفة أهمها المدينة الطبية، والفنادق، والمشروعات الترفيهية، وكذلك فى المدينة الصناعية التى تعد اكبر منطقة صناعية فى مصر حيث تبلغ الاستثمارات فيها 24مليار جنيه مصرى حتى الان. وأوضح عادل لبيب انه بمناسبة اختيار محافظة الاسكندرية عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2008سيقام مهرجان ثقافى غير مسبوق يشمل العديد من الفعاليات منها مؤتمر دولى عن حوار الحضارات بمشاركة كل دول العالم، الى جانب إقامة عروض فنية وفلكلورية تشمل كافة الدول الاسلامية، مشيرا الى ان الاحتفالية ستبدأ اعتبارا من شهر يونيو القادم ولمدة عام. وحول مشروعات البنية الأساسية التى تجرى فى مدينة الإسكندرية الآن استعدادا للنقلة المنتظرة لهذه المدينة العريقة قال: انه يجرى الآن تطوير مطار برج العرب الدولي ليكون احدث مطار دولي فى مصر وبإمكانات منفردة تستقبل الرحلات الدولية العملاقة ووفود السائحين ورجال الإعمال والشركات المهتمة بمشروعات مدينة الاسكندريةالجديدة مشيرا الى ان المرحلة الاولى فى المطارتصل تكلفتها الى 700مليون جنيه مصرى وستنتهى بداية العام القادم. واضاف محافظ الاسكندري: "كما سيتم تطوير "مطار النزهة" العريق لاستقبال رحلات "الشارتر" والداخلية بما سينعكس ايجابيا على حركة السياحة الوافدة الى المدينة". وقال: "انه اعتبارا من الصيف القادم سيتم تشغيل اربع رحلات يومية بين القاهرةوالاسكندرية لاستيعاب حركة السفر المتنامية". وردا على سؤال حول أهم مناطق الجذب السياحية فى الاسكندرية قال عادل لبيب: ان المدينة بتاريخها العريق الممتد لألفي عام قبل الميلاد تضم كنوزا تاريخية وثقافية يونانية وإسلامية إضافة الى المعالم الحديثة وأهمها مكتبة الإسكندرية ومنطقة الساحل الشمالى التى تعد مستقبل المدينة بما تضمه من فرص استثمارية عملاقة، مشيرا الى ان هناك مشروعات ستطرح على المستثمرين العرب والأجانب لاستثمار قرى الساحل الشمالى طوال العام. وذكر ان ميناء الإسكندرية الجديد الذي يعد اكبر ميناء في الشرق الأوسط سيكون منطقة جذب سياحية وترفيهية بعد تشغيله من قبل الشركات العالمية المتخصصة. واستطرد المحافظ قائلا: "وقد تم افتتاح الميناء بعد تطويره حيث أصبح مجهزا لاقامة مراكز تجارية وترفيهية، فيما ستشمل المرحلة الثانية من التطوير مرفأ لليخوت على احدث المواصفات العالمية". وأعرب لبيب فى ختام اللقاء عن سعادته واعتزازه بلقاء وفد يمثل الصحافة الخليجية لأول مرة فى مدينة الاسكندرية معتبرا ذلك تاكيدا على الدور الذى يقوم به العلام العربى فى تقريب المسافات واطلاع المواطن والسائح والمستثمر على ثروات وطنه، مشيرا الى ذلك بدعم السياحة البيئية والعربية ويسهم فى التنمية الشاملة بمشيئة الله تعالى. وكان الوفد الاعلامى الخليجى الذى يضم ممثلي الوسائل الاعلامية السعودية والكويتية والإماراتية والعمانية والبحرينية والذى يزور مصر بدعوة من هيئة تنشيط السياحة المصرية بالتعاون مع مجلة "سواح". قد قام بزيارة لعدد من المعالم السياحية فى الإسكندرية تضمنت قصر المنتزه وقلعة "قايتباى" ومكتبة الاسكندرية والميناء ومسجد المرسى أبو العباس، وذلك فى اول محطة لجولة الوفد فى مصر.