مع تغيير موقع سوق الخضار بأبها من وسط المدينة إلى خارج المدينة على الطريق الزراعي بني مالك، ظهرت العديد من الإشكاليات خاصة للمرأة العاملة.. (اقتصاديات الاسرة) رصدت البعض منها خاصة ما تعانيه السيدات من بعد المسافة وعدم توفر البديل داخل المدينة. عبير أسعد، معلمة في إحدى المدارس الثانوية، وضحت لنا تأثير نقل مكان السوق عليها قائلة: "أعيش وحدي في شقة مفروشة في حي وسط أبها، حيث أتى تعييني منذ أربع سنوات في منطقة عسير وحتى الآن لم يتم نقلي، أهلي في جدة ولا يوجد معي من يوفر لي احتياجاتي سوى بعض الصديقات، كنت أستطيع أن أزور سوق الخضار السابق دون إحراج من صديقتي التي تساعدني في تلبية مشاويري هي وزوجها، لأن السوق السابق كان موقعه قريب على الحزام وسط المدينة وليس في منطقة بعيدة، وفي كل أسبوع لابد من ذهابي لسوق الخضار لأنها المادة الأساسية لغذائي، وذلك ما أعتمد عليه كوجبات أساسية، كما أنها لا تتطلب ميزانية كبيرة مقارنة بغيرها من المواد الغذائية، خصوصا أن سعر الخضروات المجلدة المتوافرة في السوبر ماركت ضعف الخضروات الطازجة التي أبتاعها من السوق العادي، و بعد نقل السوق اصبحت معاناتي لا حدود لها". أم فهد سيدة متزوجة وأم لأربعة أبناء وصفت لنا معاناتها مع تغيير مكان السوق بالقول: السوق في موقعه السابق أفضل بكثير على الأقل كنت أستطيع أنا أن أذهب وأوفر احتياجات المنزل، زوجي رجل كبير ومريض، وجميع احتياجات البيت أحاول أن أوفرها، لا مشاكل مادية لدي لكن المشكلة في الأولاد، فهم لا يتجاوبون معي في حال طلبت منهم أن أذهب إلى مكان بعيد أو أن يوفروا متطلبات المنزل ولا أعتمد عليهم في ذلك، في السابق كانوا يقومون بتوصيلي إلى سوق الخضار لأنه قريبا منا و لكن الآن الحال تغير، فلا استعداد لديهم لإيصالي إلى طريق بني مالك، أصبحوا يكتفون بتوصيلي إلى السوبر ماركت ويقولون تدبري أمرك، وفي السوبر ماركت أسعار الفاكهة والخضار مرتفعة مقارنة بالسوق العادي، ولا تتوافر فيه دائما كل الأنواع التي يحتاجها مطبخي، وبصراحة السوق الجديد مكانه بعيد ويكبدني عناء مشوار إضافي مرهق.. وأبدت ام فهد استغرابها من اختيار هذا الموقع البعيد جدا وعبر ذلك الطريق الضيق وناشدت بفتح سوق آخر قريبا من اهالى مدينه أبها.