الجزء الأول (قسم التراجم والوثائق) تأليف: عبدالله المسلم 1429ه الباحث الجاد والساعي نحو الهدف المحدد سيصل إليه - بحوله تعالى - رغم الصعوبات التي تكتنف طريقه في سبيل تحقيق مبتغاه. وهناك واجب على باحثينا اليوم في كشف الأضواء وفتح المجهول نحو تراجم علمائنا رحمهم الله تعالى الذين لم يوفوا حقهم في التعريف بهم والترجمة لهم . ومن الباحثين الذين يذكروا فيشكروا على ما قاموا به ما أصدره أخيراً الباحث الأستاذ عبد الله آل مسلم في جمعه لتراجم علماء حوطة بني تميم والحريق وقراهما .وهو جهد ينبغي أن يشكر ويذكر ويدعم. و يكشف المؤلف بداية اتجاهه للعناية بتراجم علمائنا في هذه المنطقة بقوله: فبينما كنت أبحث عن سيرة الشيخ ا لعلامة عبد الله بن مسلم التميمي (ت 1341ه) قاضي حائل في زمانه رحمه الله رحمة واسعة، لفت نظري آثار علمية بخط أعلام من أهل حوطة بني تميم والحريق، وحينما كنت أقلب نظري فيها إذ بي أجد رسائل ومصنفات ألفها علماء من هذه المنطقة، وأين كانت تلك؟ إنها في مدينة حائل والتي تبعد عن بلدان المنطقة مسافات شاسعة لا تقطعها الرواحل إلا في عدة أيام. فعلمت حينئذ ما للمنطقة من مكانة علمية آنذاك، ومع ذلك لم أر من تصدى لدراسة جادة تبرز تلك المكانة، وتذكرمحاسن أولئك الأعلام. فمن الله علي وشمرت عن ساعد الجد في التنقيب عن علماء منطقة وادي الفرع وقضاتها، والنساخ وآثارهم، والمكتبات القديمة ومآلها. والحقيقة أن الحركة العلمية بالمنطقة خلال القرون الماضية لم تلق العناية، فرغبت في توثيق تأريخها وحفظه من الضياع خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين. وإني على يقين أن البلاد ليست خلوا من العلماء والقضاة وطلبة العلم قبل القرن الثالث عشر الهجري؛ لأنها قديمة السكنى ومشهورة الذكر في أشعار العرب، فهي جزء من اليمامة، ولكن المصادر التي اطلعت عليها لم تسعفنا بذكر شيء مفصل عن الحركة العلمية ما قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، ومما دعاني إلى هذه الدراسة أيضا الرغبة الجادة في ذكر سير العلماء والقضاة المترجم لهم خلال هذه الفترة. وستكون هذه الدراسة عن الحركة العلمية في منطقة وادي الفرع على قسمين: القسم الثاني: وسائل نشر العلم في القرن الثالث عشر الهجري إلى منتصف القرن الرابع عشر الهجري. (المكتبات القديمة، النساخ وآثارهم). أما القسم الأول: فقد سطرت فيه ما وجدت من أخبار وسير علماء وقضاة بلدان وادي الفرع (حوطة بني تميم، والحريق، والحلوة، ونعام والمفيجر)، ويقع الكتاب في أربعة أجزاء، ولم أترجم فيه إلا لمن ليسوا على قيد الحياة، تغمد الله الجميع بواسع رحمته .. وجعلت ترتيب التراجم على حسب الآقدمية في الوفاة ما أمكن معرفتها، وقسمت السنوات على أجزاء الكتاب فجاء على النحو الآتي: الجزء الأول: من 1150ه - 1300ه. الجزء الثاني : من 1301ه -1350ه. الجزء الثالث: من 1351ه - 1420ه. وجعلت الجزء الرابع خاصاً بالرسائل والمسائل لعلماء المنطقة وقضاتها. ولقد وقفت بحمد الله على وثائق كثيرة ... وأحب أن أشير إلى أنني - ولله الحمد والمنة - قد ترجمت لعلماء لم يسبق أن ترجم لهم في أي مصدر من المصادر المطبوعة فيما أعلم. وقد بلغ عدد التراجم في هذا الجزء أربع وثلاثون ترجمة وبقية التراجم في الأجزاء الأخرى يسر الله نشرها قريبا. وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتم طباعة نص الرسائل كاملة لأنه قد خصص لها جزء مستقل كما أسلفت. وقد قمت بتصحيح بعض الأخطاء الإملائية أثناء النقل ولم أشر إلى هذه الأخطاء في الحاشية خشية الإطالة، وأشكر الله أولا وآخرا على توفيقه في إخراج هذا الجزء،وأسأله التوفيق في إخراج بقية الأجزاء. ثم أشكر أساتذتي ومشايخي، والإخوة الأفاضل على إمدادي بما لديهم من معلومات وبذل ما بحوزتهم من وثائق مع رحابة صدورهم وإيمانهم بأهمية مثل هذا العمل الذي أسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن يجعله في موازين حسناتنا يوم نلقاه إنه جواد كريم.