ذكرت جريدة "الرياض" في صفحة الأحد الطبية في العدد 14503مقالاً عن علاقة تناول جرعات كبيرة من الفيتامينات المصنعة بالإصابة بالأمراض المستعصية حيث ذكر المقال أنه قد أجريت دراسة على 77ألف شخص تناولوا 400ملغم يومياً من فيتامين ه على شكل عقاقير فزادت لديهم إمكانية الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 28بالمائة. كما ذكرت "الرياض" في صفحة الثلاثاء الطبية في العدد 14505أن بعض الدراسات أشارت إلى تكاثر ونمو الخلايا السرطانية عند التدعيم بفيتامينات ج وَ ه. وشجع المقال على تناول الكثير من الخضراوات والفواكه للحصول على الفيتامينات من مصادرها الطبيعية. ونذكر هنا المزيد من المعلومات حول الفيتامينات المصنعة خاصة فيتامين ج، وأولها أن سبب عدم استفادة الجسم من الفيتامينات المصنعة بل وثبوت ضررها عليه هو أن التغذية عملية تكاملية، اي أن الجسم يستفيد من العنصر الغذائي إذا أتى مصحوباً بمنظومة متكاملة من العناصر التي تساعد على تمثيله واستفادة الجسم منه. ولم تصل الفيتامينات المصنعة إلى هذا المستوى من التكامل. ولنأخذ فيتامين ج (c) على سبيل المثال فمعظم الموجود منه في الأسواق يحتوي على حمض الأسكوربيك ascorbic acid أو عنصر يسمى أسكوربيت ascorbate وحمض الأسكوربيك ليس هو فيتامين ج بل يمثل الغلاف الخارجي الواقي للفيتامين فقط مثلما يمثل قشر البرتقال الغلاف الواقي لثمرة البرتقال! ومن المفيد معرفة أن فيتامين ج الموجود في الأطعمة الكاملة وغير المعالجة يأتي مع منظومة من العناصر الغذائية التي تعين الجسم على امتصاصه مثل الروتين rutin والفلافونيدات الحيّة bioflavonoids وعوامل كيه وجيه وبي factors k. j. p والتايروسينيز tyrosinase والاسكوربينوجين ascorbinogen وحمض الأسكوربيك. وعندما يتناول الإنسان فقط حمض الاسكوربيك الموجود في الفيتامين المصنع يضطر الجسم إلى سحب جميع العناصر الأخرى التي ذكرناها أعلاه من مخزون الجسم ليستفيد من حمض الاسكوربيك. وإذا لم تتوفر العناصر المذكورة في الجسم يدور حمض الاسكوربيك ضمن الدورة الدموية قبل أن يُطرح من خلال البول. ويؤدي تناول كميات كبيرة من فيتامين ج المصنع إلى حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي كالاحساس بانتفاخ الأمعاء والمغص والاسهال. ومن جميل صنع الخالق أنه لا يحدث أي نوع من التسمم أو الضرر للجسم إذا تناول الإنسان كميات كبيرة من فيتامين ج من أطعمة طبيعية كاملة. وفيتامين ج المركب (الذي يشكل مع عناصر أخرى منظومة متكاملة) ضروري للجسم لأنه يساعد على تكوين الكولاجين الذي يعتبر عنصرا بنائيا مهما لتكوين العظام والعضلات والأوعية الدومية. ويعتبر فيتامين ج مضاد أكسدة فعّالا ينقي الدم ويحمي الخلايا من التلف مما يؤخر ظهور عوامل الشيخوخة. كما يمنع تلف الأحماض الدهنية والأمينية وتلف الجلوكوز. ويساعد على تصنيع هرمون النورباينفيرين الضروري لصحة الجهاز العصبي. ومعروف أن الحمضيات مصدر ممتاز لفيتامين ج، ولكنه أيضاً موجود في أطعمة أخرى مثل: - الفلفل الأحمر البارد ويحتوي نصف الكوب منه على 141ملغم. - الفراولة ويحتوي الكوب منها على 82ملغم. - البرتقال وتحتوي الحبة المتوسطة منه على 70ملغم. - البروكلي المطبوخ ويحتوي نصف الكوب منه على 58ملغم. - الليمون الهندي (جريب فروت) وتحتوي نصف الحبة المتوسطة منه على 44ملغم. - شمام الكانتلوب وتحتوي ربع الحبة المتوسطة منه على 32ملغم. - الملفوف المطبوخ وتحتوي نصف الحبة منه على 24ملغم. - الطماطم وتحتوي الحبة المتوسطة منها على 23ملغم.