المتابع لأغلب ما يطرح في الإعلام الفضائي يجد أن كل ما يخص المرأة يعتبر طرحاً إعلامياً مهماً ويحقق صدى كبيراً عند المتلقي..؟ الغريب أن ذلك الطرح رغم ضعفه أحياناً إلا أنه يمثل قوة جذب عالية للمعلن السعودي..؟ مفارقة غريبة ولكنها ربما تشكل جزءاً من منظومة الخصوصية السعودية..؟ مرة أخرى أحمّل جزءاً من ذلك للإعلام السعودي على وجه الخصوص بالإضافة لكل مؤسسة يمكنها أن تفتح نوافذ الحوار الاجتماعي داخل مجتمع لابد أن يعي ويدرك أفراده عملية التغير الاجتماعي السريع.. الأغرب ان بعض تلك الطروحات الإعلامية يتم تحويلها إلى بعد ديني إسلامي رغم أنها في حقيقة الأمر ترتكز على بعد اجتماعي بحت أي انها تخضع لمنظومة مترابطة من الأعراف والعادات والتقاليد التي يحتكم لها أغلبنا إلى درجة التداخل مع الدين..؟ الإشكال أن ذلك الطرح الفضائي ليس بريئاً دائماً بل ان بعضه يسكب بكل مهارة السم في متون العسل إلى درجة أن المتابع تختلط عليه الأمور بين دين وعرف وبين قاعدة واستثناء..؟؟ الأمر الآخر ان تلك البرامج تجد رواجاً كبيراً بين فئات الشباب بشكل خاص، مما يعني معه ضرورة الالتفات للأمر لأننا لا نريد أن نكتشف بعد عدة سنوات ان شبابنا تم اختطافهم منا كما هو حال بعض شبابنا مما نرى في تصرفاتهم انهم ليسوا منا أو أنهم فئة ضالة..؟ احتواء الطرح الاجتماعي وتبعات التغير الاجتماعي مسؤولية غير جهة، ولإحقاق الحق فإن هناك مبادرات من بعض المؤسسات والجمعيات في تناول بعض القضايا الاجتماعية برؤية معاصرة ولكنها للأسف لا ترتقي للمطلوب مع ملاحظة قلة عدد المستفيدين منها مقارنة بمساحة البث الفضائي بكل المقاييس اي عدد المتلقين أو حرفية التناول وارتكازه على محاور يتم تحديدها مسبقاً بهدف الوصول لنتائج معينة أو مطلوبة أساساً من ذلك الطرح أي أنه إعلام موجه وغير محايد..؟ قد يقول قائل ليكن ولماذا الخوف من ذلك، أتفق معه في عدم الخوف ولكن لعل الدخول في طرح القضية الاجتماعية المحلية وتناولها وفق طرح موضوعي وهادف يحمي المجتمع من استغلال بعض الهفوات الاجتماعية المحلية وتصعيدها فضائياً لأسباب ليست كلها موضوعية أو تبتغي العدالة.. مثل قضية تكافئ السبب..؟ والتي صعدت فضائياً رغم أنها حالة غير عامة بل نادرة بالمقاييس العلمية..؟ أتفق مع كل من يرفض الهلع الاجتماعي، وأتفق أيضاً مع أصحاب الرأي بالانفتاح الإعلامي مع الآخر ولعل إعلامنا أيضاً يتفق معنا بفتح أبواب الحوار للقضية الاجتماعية أكثر مما هو حاصل لأن النظر للمجتمع لا يحتمل ثقوب الباب بل يحتاج فتحها قبل أن تقتلعها رياح عاتية..