تعد الحياة الزوجية في باكستان من أجمل مظاهر الحياة في العالم وما يعطي هذه الحياة انفرادية هي الزوجة الباكستانية المسلمة التي لا تزال تحتفظ ببعض ألوان الثقافة الهندية القديمة التي تتميز بطاعة الزوجة لزوجها إلى حد يحير العقل أحياناً. ويعود تاريخ المرأة الباكستانية الخدوم إلى العصر الهندوسي الذي ساد منطقة شبه القارة الهندية لقرون طويلة قبل أن يدخلها الإسلام على يد فاتح هذه البقعة من العالم محمد بن القاسم الثقفي الذي فتح بلاد السند في عام 92ه، وسقطت العاصمة السندية في أيدي العرب، الذين قاموا بنشر الإسلام ليعم جميع أرجاء شبه القارة ليُظهر دولة باكستان الإسلامية التي انشقت في عام 1947م عن الهند القديمة التي كانت تشمل الهند الحالية وباكستان وبنغلاديش وأجزاء من أفغانستان. تعود أسباب طاعة الزوجة الباكستانية المتزايدة لزوجها الى الثقافة الهندية القديمة التي كانت تتميز بعادات بعيدة عن المنطق كإحراق الزوجة وهي على قيد الحياة مع زوجها إن فارق الزوج للحياة في سن مبكرة، ومع مرور الوقت دخلت تعديلات إلى هذه التقاليد لتدفن المرأة مع زوجها حال وفاته وهي على قيد الحياة، وفيما بعد انخفضت هذه التقاليد لتصل إلى الاكتفاء بحلق رأس الأرملة وإلزامها بارتداء ملابس بيضاء ليميزها ذلك عن المتزوجات وغير المتزوجات، وفي الوقت الحاضر تكتفي الأرامل في الهند بارتداء الملابس البيضاء في القرى ومع بعض التطريز الملون في المدن الكبرى كما هو ملحوظ في السينما الهندية، وكانت المرأة الهندوسية تقدس زوجها وتعتبر طاعته وخدمته جزءاً من العبادة، إلا أن الأساس وهي طاعة الزوج لا تزال باقية في نساء القارة الهندية بوجه عام. تطيع الزوجة الباكستانية زوجها حق الطاعة، ويتقاسم الزوجان الواجبات اليومية، بحيث يتولى الرجل مهمة كسب العيش بينما تتولى زوجته متابعة شئون المنزل حسب المجتمعات الإسلامية المعروفة، وأغلب الزوجات الباكستانيات يتجنبن استخدام كلمات الإنكار أو الرفض ككلمة أف أو لا أو "أنني لا أستطيع أو لا أرغب"، بل إنها تبادر لخدمة زوجها ليغسل الزوج يديه قبل الطعام وهو جالس على فراشه في إناء تحضره له زوجته، وبعد تناول الطعام تعاود زوجته نفس التصرف، وتعد عادة المساج معروفة لدى الباكستانيات اللاتي عادة ما تقمن بدلك ساقي وذراعي أزواجهن لإبعاد الإرهاق اليومي عنهم وتعد هذه الخدمة من أجمل مظاهر الخدمة التطبيقية لدى الباكستانيات، وفي المقابل يحفظ المجتمع الباكستاني حق الزوجة الباكستانية، بحيث يسحب هذا المجتمع حق تعدد الزوجات من الرجل الذي زينت له زوجته بيته بالطاعة والخدمة والإنجاب بما فيه الكفاية، علماً أن الباكستانيين قد اعتادوا الاكتفاء بزوجة واحدة مما تسبب في ظهور مضاعفات اجتماعية سلبية عديدة، وتبقى العديد من الباكستانيات دون زواج لزيادة عدد النساء مقارنة بالرجال كبقية دول العالم. تربى الفتاة الباكستانية في منزل أبويها منذ ولادتها على حساب أنها ستخدم زوجها وأبويه مستقبلاً ما بعد الزواج، وتحرص الأسر الباكستانية على تلقين بناتهم على طاعة الزوج منذ الصغر، بحيث تجهز الزوجة الباكستانية منذ ولادتها للطاعة والخدمة، وهو ما يسهل أمامها الحياة الزوجية بحيث يكون لديها إلمام متكامل عن كيفية التعامل مع البيئة التي ستتاح أمامها في بيت زوجها من حيث ترتيب المنزل والطبخ والتعامل مع زوجها وذويه. لا يلجأ المعاقون وأصحاب الاحتياجات الخاصة أو من بهم داء مرفوض في باكستان للزواج من الخارج أو حتى دفع ثمن إضافي للحصول على زوجة خدوم، والأمر الواقع هو أن الزوجة الباكستانية لا تخدم زوجها فحسب بل انها تقدسه وتعطيه حق مكانته في المنزل، وعادة ما تبادر نساء باكستان الى الزواج برجال من هذا الصنف من المجتمع، وخصوصاً إن كانت تربطهم بهن صلة قرابة، لأن الاعتقاد الرائج في هذا البلد هو أن الزوجة يمكنها أن تحصل على الثواب والأجر أو حتى الوصول إلى الجنة بسهولة عن طريق طاعة زوجها وخصوصاً إن كان معاقاً أو بحاجة إلى خدمة خاصة. لا تصرخ الزوجة الباكستانية في وجه زوجها أو أبويه مهما كلف الأمر، وإن فعلت فإنها ستكون مرفوضة من جميع أطراف المجتمع، ولن تحظى بأدنى احترام لا من ذوي زوجها ولا من ذويها. الزوجة الباكستانية تخدم أبوي زوجها حق الخدمة وتطيعمها حق الطاعة، علماً أن الباكستانيين لا ينفصلون عن أبويهم بعد الزواج بل انهم يفضلون خدمة أبويهم إن بلغوا الكبر وعادة ما يطلب الأبناء تقاعد أبويهم عن العمل قبل الوقت المقرر ليكسبوا أكبر فترة لخدمتهم في السنوات الأخيرة من سنهم لكسب الأجر والثواب، بينما تساعدهم زوجاتهم خلال هذه الخدمة، وتريح الزوجة الباكستانية حماتها وحموها وتتولى جميع المهام المنزلية في بيت واحد، بحيث لا يبقى أمام أبوي زوجها انشغال سوى الراحة والعبادة استعداداً للدار الآخرة.الزوجة الباكستانية تقدم لزوجها وأبويه حق الطاعة والخدمة، ويقع العديد من الزائرين لباكستان في حيرة وتعجب من جمع الرجل لزوجته وأبويه في بيت واحد، بحيث تخدم الزوجة أبوي زوجها كأبويها وتشاركه الحياة بمرارتها وحلاوتها لنيل رضا الله ثم رضا زوجها. وتعد طاعة الزوجة الباكستانية لزوجها أهم عنصر في استمرار الحياة الزوجية في باكستان، علماً أن جميع حالات الزواج في باكستان تعتبر ناجحة ونادراً ما يحدث انفصال أو طلاق، وإن سألت باكستانياً أن يحصي حالات الطلاق التي وقعت في أسرته فإنه سيفكر طويلاً قبل الإجابة. الزوجة الباكستانية التي مرت بتقلبات تاريخية وأنعشتها الحضارات والثقافات السابقة بكنز الخدمة والطاعة لتزين به حياة زوجها وحياتها تعد اليوم من أروع مظاهر الحياة الاجتماعية في العالم.