سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
منتدى جدة.. زخم اقتصادي تغتاله نظرية المؤامرة ويشوهه الإسراف في قضايا المرأة المؤيدون يرونه منبراً للفكر والانفتاح على العالم والمعارضون يأخذون عليه ترسيخ الحرية المتعارضة مع الشريعة الإسلامية
انتقد خبراء اقتصاديون، عملية اختيار المتحدثين في منتدى جدة الاقتصادي التاسع، التي خضعت لمرتكزات تتعلق بشهرة المتحدث من دون أن الالتفات إلى درجة تفوقه في المجال الذي يتحدث فيه، مشيرين إلى أن هذا الاختيار يؤدي إلى ضعف في أطروحات المنتدى رغم الزخم الإعلامي الذي صاحبه ونجاحه في إيصال رسالة مفادها أن هناك حراكا اقتصاديا يحدث في المملكة جدير باهتمام المستثمرين. وقالوا ل" الرياض" إن منتدى جدة الاقتصادي كرر أخطاء العام الماضي بتجاهل مناقشة قضايا الساعة، ففي حين أغفل في دورته الثامنة مناقشة قضية انهيار الأسهم، فإنه في هذا العام أغفل مجموعة من القضايا من أبرزها، مشكلة التضخم، ضعف الإنتاجية الاقتصادية، تنويع مصادر الدخل، البطالة، وضعف النظام التعليمي، إضافة إلى عدم دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي لا تزيد مشاركتها في إجمالي الناتج القومي تقريبا عن 14في المائة. واختلف الخبراء الاقتصاديون حول الانتقادات الموجه من بعض فئات المجتمع إلى منتدى جدة الاقتصادي التاسع ومنها: محاربة عادات المجتمع، القيم الإسلامية، نظرية المؤامرة، ومحاربة اللغة العربية؟؛ وقال البعض: إن العادات والتقاليد والاختلاط سوف تظل محل خلاف بين المؤيد والمعارض إلى أن ينمو جيل جديد يؤمن بمزايا العولمة وأهمية محاربة البطالة، وأن إنتاجية الكسب والرخاء الاقتصادي لن تتحقق في ظل الصراع بين التقاليد ورغبة الحكومة في تطوير الدولة والمجتمع، مؤكدين أن أهداف المنتدى اقتصاديه في إطار البيئة الداخلية والخارجية، في حين يرى البعض الآخر ضرورة الاعتزاز بثقافتنا وقيمنا الإسلامية، وأن المنتدى سيكون في حالة أفضل لو تم التعامل مع المشاركين والضيوف وفق الثقافة الإسلامية الصرفة بعيدا عن التركيز على المرأة واستغلالها لتكريس الحرية المتعارضة مع تعاليم الدين الإسلامي. واتهموا بعض وسائل الإعلام التي أسرفت في قضية المرأة حتى وصلت حد الإغراق، والبحث في التفاصيل التي لا علاقة لها بمضمون المنتدى وأهدافه كنوعية العباءة، وأزياء المرأة، لافتين إلى أن نسبة حضور النساء يزيد على 20في المائة من إجمالي الحضور، معتبرين أنها نسبة جيدة وسوف تتزايد تلك النسبة مع زيادة عدد سيدات الأعمال ومع زيادة عدد الباحثات الاقتصاديات في المنتديات القادمة، إضافة إلى حضور الأجنبيات الواضح في المنتدى واللاتي قدمن من 18دولة، ليصبح نسبه سيدات الأعمال السعوديات والأجنبيات 25في المائة، وهذا يدل على فاعلية مشاركة المرأة التي كانت مشاركتها محدودة في مثل تلك المحافل العالمية. بداية، قال فضل البوعينين الخبير الاقتصادي، أن المنتديات الاقتصادية لا يمكن أن تحقق مشاريع ضخمة على أساس أنها تقدم الدراسات، وأوراق العمل المتخصصة، والتوصيات التي يمكن ترجمتها إلى مشروعات تطويرية في جميع قطاعات الاقتصاد، وتتفق معه ريما أسعد المتخصصة في الشأن الاستثماري أن المنتدى جدة الاقتصادي لا يهدف بالأساس إلى إبرام العقود الاستثمارية، مبينة أن المنتدى يشجع المستثمر الأجنبي على التوجه نحو الاستثمار السياحي في السعودية نظرا لثرائها التاريخي والنمو الكبير في تعداد السكان والتطور الجيد في قطاعاتها المالية والمصرفية، مؤكدة أنه ما دام هناك نشاط سياحي فإنه ينهض بالعديد من الصناعات الأخرى كالنقل البري والبحري والقطاعات الخدمية والصناعية أيضا. وخالفهم الدكتور فهد بن جمعة الخبير في الاقتصاد السياسي والمحلل الإقليمي، معتقدا أن استمرارية منتدى جدة الاقتصادي يعتمد على تنظيمه ومدى قدرته على جذب الباحثين والمتخصصين وأصحاب الأعمال ومديري الأعمال الذي يكون حضورهم بمثابة جرعة قويه لتنميه قطاع السياحة والخدمات التي تقدم أفضل الخدمات للمنتدى الاقتصادي، مضيفا أنه كلما زاد عدد المتحدثين وطالت مده المنتدى كلما أصبح التفاعل معه اكبر أصبح قوة جذب للشركات السياحية من خارج حدود مدينة جده، لافتا إلى أن هذا النوع من النشاط ينعكس ايجابا على رفع مستوى النقل والمواصلات بجميع أنواعه الجوي والبحري والبري. وعاد البوعينين قائلاً : لا يمكن أن ننتظر من تجمعات الاقتصاديين والأكاديميين تحقيق المشروعات بقدر ما ننتظر منهم تقديم الرؤى التي تقود الجهات المعنية إلى ترجمتها إلى مشروعات على أرض الواقع، معتبرا في الوقت ذاته أن منتدى جدة الاقتصادي يقدم الخبرات والدراسات والرؤى التي تنير للمهتمين طرق البناء والتنمية، مبينا أن منتدى جدة الاقتصادي نجح في تقديم الكثير من الدراسات والتوصيات المهمة التي لم تجد من يستفيد منها ويطبقها على أرض الواقع. ولكن الدكتور ابن جمعة يرى عكس ما ذهب إليه البوعينين، مرجعا إلى إن مثل هذا المنتدى يساهم في تنمية الأنشطة اقتصادية وكلما زاد عدد المنتديات كلما كان تأثيرها أعمق حيث يستمر القطاع السياحي في أعماله دون أن تكون تلك الأعمال فقط موسميه ما قد يكبدها خسارة التوسع وتنويع خدماتها، كما يرى ابن جمعة أن الكثير من مدن العالم تتسابق على إنشاء قاعات للمؤتمرات وتروج لها إلى درجه إن مدن صحراويه في الولاياتالأمريكية قام اقتصادها فقط على انعقاد المؤتمرات والمنتديات التي تخلق صناع سياحية متكاملة، مطالبا القائمين على منتدى جدة الاقتصادي أن يقدموا قيمة مضافة إلى اقتصاد مدينة جدة إذا ما كانت ألاستراتيجية الاقتصادية موجه لخدمه القطاع السياحي من خلال زيادة عدد الزوار حلال انعقاد المنتدى وجعله مركزاً جاذباً لوسائل الأعلام أو المتحدثين المشهورين في انجازاتهم ولهم سمعة يعرفها المجتمع. التعريف بالمملكة كبلد جاذب للاستثمار في حين أوضح البوعينين أن منتدى جدة الاقتصادي يناقش جميع القضايا في مدة زمنية قصيرة، لذا جرت العادة أن يتم اختيار مواضيع محددة يفترض أن يكون لها الأهمية القصوى لدى المتلقين، الجهات المنظمة، والاقتصاد العام، وتحفظ البوعينين على بعض القضايا المطروحة من حيث أهميتها للدولة المنظمة، موضحا أن بعض المشاركين، من الأسماء المميزة، تدخلا في نوعية الأطروحات الخاصة بهم، ولكن تعتقد ريم أسعد أن هدف المنتدى الأساسي يركز على تعزيز العلاقات بين المملكة والدول الأخرى والتعريف بالمملكة كبلد جاذب للاستثمار، خصوصا بعدما شهدته السعودية في السنوات الأخيرة. وتحدث الدكتور ابن جمعة، عن عملية اختيار المتحدث والتي يجب أن يحدد مدى قدرة المتحدث على ترجمه أفكاره وخبراته العالمية وانجازاته في بلده على ارض واقع الاقتصاد السعودي، من خلال استخدام نفس الطرق والأساليب التي استخدمها في انجازه في إطار آلية تترجم تلك الأفكار إلى أفعال حقيقية وإلا أصبحت أفكاره مجرد حديث وخبراته لا فائدة منها. وبيّن البوعينين أن توجه المنتدى إلى العالمية فهذا أمر تحكمه الظروف التي جعلت من القضايا العالمية قضايا خاصة لكل قطر ودولة، وأن دول العالم لم تعد منفصلة كما كانت، بل أصبحت تلتقي جميعا في بوتقة واحدة، تتأثر فيما بينها بأزمات الاقتصاد ومعطياته، وأن العالم أصبح قرية صغيرة لذا لا يمكن لنا إنكار التوجه العالمي للمنتدى، بل نرجو أن تستفيد الدولة المضيفة من الأطروحات العالمية لتطوير الذات، فيما خالفته ريم أسعد إلى أن وجود شخصيات متنوعة وبعضها قد لا يمثل قيمة مضافة للمنتدى ومحاوره وبعضها الآخر يشكل فائدة كبيرة، مشيرة في الوقت نفسه إلى تفعيل الأفكار المطروحة لأن ذلك يهم الحضور والمختصين والمتابعين. وأشار البوعينين إلى أن المنتدى لا يجب أن يلام على عدم تحويل أفكار وأطروحات مشاركيه إلى أفعال، على أساس أن هناك فصل تام بين ما يطرحه المشاركون في المنتدى، وبين استفادة الدولة المضيفة منها، متسائلاً البوعينين : ماذا نريد أن نحصل عليه من إقامة المنتديات الاقتصادية؟ ومن خلال الإجابة عن هذا السؤال يمكن أن نحدد معايير ومقاييس الاختيار للمتحدثين والمواضيع التي يفترض طرحها للنقاش، مثمنا دور القائمين على المنتدى أنهم يضعون نصب أعينهم أهمية استفادة الوطن من أطروحات المشاركين ما يجعلهم يكونون أكثر حرصا على وضع المعايير والمقاييس التي تساعد على الاستفادة من الأفكار وتحويلها، من قبل أصحاب الاختصاص، إلى أفعال. التزام تعاليم الدين وأنظمة الدولة وعن بعض الانتقادات من فئات المجتمع الموجه إلى منتدى جدة الاقتصادي التاسع حول السلبيات ومنها: الأهداف التي تمثل في محاربة عادات المجتمع، والقيم الإسلامية، ونظرية المؤامرة، ومحاربة اللغة العربية؟، قالت ريم أسعد، أن مسألة العادات والتقاليد والاختلاط سوف تظل محل خلاف بين المؤيد والمعارض إلى أن ينمو جيل جديد متحضر فكريا يؤمن بمزايا العولمة وأهمية محاربة البطالة، وأن إنتاجية الكسب والرخاء الاقتصادي لن تتحقق في ظل الصراع بين التقاليد ورغبة الحكومة في تطوير الدولة والمجتمع. وتطرقت ريم أسعد عن المعوقات التي يجب أن تختفي، والجدل حول أهمية دور المرأة في الاقتصاد والصناعة والإنتاجية، معتبرةً أن أي مجتمع تهمش فيه المرأة اقتصاديا واجتماعيا هو مجتمع آيل للسقوط والفشل، في حين يعتقد البوعينين أن المنتدى أعطى فرصة كافية للمرأة، مشاركة ومتابعة، - مستغربا من يرى عكس ذلك-، مبينا أن المنتدى ميز المرأة في أروقته هذا العام، إضافة إلى المتابعة الإعلامية المركزة على مشاركة المرأة التي وصلت حد الإغراق، والبحث حتى في التفاصيل التي لا علاقة لها بمضمون المنتدى وأهدافه كنوعية العباءة، وأزياء المرأة، ووافقه الدكتور ابن جمعة، مستدلاً بالتقارير التي أشارت إلى إن نسبة حضور النساء يزيد على 20في المائة من إجمالي الحضور، معتبرا أنها نسبة جيدة وسوف تتزايد تلك النسبة مع زيادة عدد سيدات الأعمال ومع زيادة عدد الباحثات ألاقتصاديات في المنتديات القادمة، إضافةً إلى حضور الأجنبيات كان واضحا في المنتدى واللاتي قدمنا من 18دوله، ليصبح نسبه سيدات الأعمال السعوديات والأجنبيات 25في المائة، وهذا يدل على فاعليه مشاركة المرأة التي كانت مشاركتها محدودة في مثل تلك المحافل العالمية. وجزم البوعينين بأن منتدى جدة الاقتصادي سيكون في حالة أفضل لو تم التعامل مع المشاركين والضيوف وفق الثقافة الإسلامية الصرفة بعيدا عن التركيز على المرأة واستغلالها لتكريس الحرية المتعارضة مع تعاليم الدين الإسلامي، بحيث يمكن للمرأة المشاركة والمتابعة بكل يسر وسهولة مع التزامها التام بتعاليم الدين وأنظمة الدولة، متمنيا البوعينين من وسائل الإعلام، العربية على وجه الخصوص، البعد عن الانتقائية المتحررة التي تهدف من خلالها رسم صورة عامة عن المجتمع من خلال فئة محدودة جدا من متابعات المنتدى من الداخل. وانتقد الدكتور ابن جمعة المعارضين على منتدى جدة الاقتصادي التاسع بدعوى إن المنتدى هدفه الأساسي غير اقتصادي وإنما يهدف إلى تغيير العادات والتقاليد، مؤكدا أن أهداف المنتدى اقتصاديه في إطار البيئة الداخلية والخارجية، مطالبا بالابتعاد عن الشعارات التي أصبحت جزءا من الماضي، لكي نستطيع إن ننظر إلى المستقبل بكل ايجابيه ونستفيد فيها من خبرات الغير. نقل الخبرات والتجارب العالمية إلى الاقتصادات الناشئة إلى ذلك، ذكر البوعينين أن منتدى جدة الاقتصادي ترتكز أهدافه على المناقشة وتبادل الخبرات دون إصدار التوصيات، مشيرا إلى أن يمكن الاستفادة من الأطروحات، والمناقشات التي يحفل بها المنتدى، مشددا على مشاركة بعض الأكاديميين السعوديين أو أصحاب التجارب المميزة، ويفترض أن يكون التركيز على الخبرات الأجنبية التي يُعول عليها نقل الخبرات والتجارب العالمية إلى الاقتصادات الناشئة، بينما خالفته ريم أسعد قائلة: إن هدف المنتدى إعلامي وتثقيفي ولربط الأواصر وليس للتفعيل، مستدلة بأن منتديات جدة الاقتصادية السابقة لم يكن فيها توصيات ولذلك فإن المنتدى يسير في نفس الاتجاه، بينما يقول الدكتور ابن جمعه، إن وضع التوصيات يتلقاها المسئول على إنها خلاصه الحديث فلا يبذل القارئ جهد كبير لقراءة المعلومات كاملة وتحليلها واستخراج ما يناسب أعماله ويتفق مع أفكاره. وشددوا الخبراء الاقتصاديون، على تثبيت موعد انعقاد المنتدى، لتلافي الاصطدام مع بعض الشخصيات المهمة التي يهدف المنتدى إلى استقطابها، وأن لا يتم تثبيت موعد المنتدى إلا بعد أن يكون مهما للمشاركين العالميين ما يجعلهم يحرصون على حضوره دون النظر إلى مواعيده، على أساس أنهم سيجدولون مواعيدهم اعتمادا على موعد انعقاد المنتدى وليس العكس، متمنين أن يكون للكليات الاقتصادية المتخصصة، والأكاديميين السعوديين والمهتمين بالشأن الاقتصادي دور أكبر في المنتدى، وأن تصل تلك النقاشات إلى الشريحة الأكبر من المختصين السعوديين. وأشاد البوعينين بالمنتدى الاقتصادي التاسع، حيث قدم إيجابيات كثيرة للمجتمع، وهو يتحسن من عام إلى عام، خصوصا بحضور شخصيات عالمية مميزة، إضافة إلى المناقشات المتميزة في قطاعات اقتصادية ومالية مختلفة، مبينا أن إيجابيات المنتدى غطت على سلبياته القليلة، مناشدا القائمين على المنتدى جدة الاقتصادي بأن يسمح للمشاركين باستخدام اللغة العربية، و التركيز على القضايا المعاصرة والمهمة للاقتصاد السعودي، وإشراك بعض الأكاديميين السعوديين في مناقشات المنتدى. وعاد الدكتور ابن جمعة للمطالبة بأن يكون المنتدى الاقتصادي القادم مفتوح لجزء كبير من الاقتصاديين وأصحاب الأعمال الصغيرة وبدون تكلفه حتى تعم الفائدة شريحة كبيرة من المجتمع، كما طالب أن يكون هناك نقاشات تفصيلية بعد انتهاء المنتدى تمتد لعدة أيام لمن يرغب حتى يكون الناقش مثمراً وأكثر فاعلية.