اعلنت وزارة الخارجية الاميركية مساء الخميس انها سرحت اثنين من موظفيها وعاقبت ثالثا لاطلاعهما بدون اذن على وثائق تتعلق بجواز سفر المرشح الديموقراطي للرئاسة الاميركية باراك اوباما، مؤكدة ان الامر "مجرد فضول" على الارجح. وقالت الخارجية الاميركية ان "موظفين متعاقدين مع وزارة الخارجية سرحا وعوقب شخص ثالث". الا انها رفض كشف اي تفاصيل حول الوثائق التي اطلع عليها الموظفون الثلاثة او هوياتهم او انتماءاتهم السياسية. وصرح المسؤول في وزارة الخارجية بات كينيدي ان الموظفين الثلاثة قاموا "بالاطلاع بدون تصريح على الوثائق" ثلاث مرات منفصلة في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير وآذار/مارس. واضاف "نقوم حاليا بخطوات للتأكد من الامر ليس اكثر من مجرد فضول".واكد المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان "مجرد فضول مشوب بالتهور لكننا لا نستتبعد اي احتمال آخر". واوضح كينيدي "في حالتين قمنا بتسريح موظفين اثنين وعاقبنا ثالثاً". وتابع "لا نكشف تفاصيل عن مضمون الملفات اكثر من انها تحوي عادة طلبات للحصول على جواز سفر". وسيلتقي مسؤولون في وزارة الخارجية الاميركية مع اعضاء في فريق حملة اوباما للبحث في هذه المسألة. وكان فريق حملة اوباما كشف الخميس ان هؤلاء الاشخاص اطلعوا على ملفات جواز السفر بطريقة غير قانونية، معتبرا هذا التصرف انتهاكا لخصوصية المرشح وامنه. واعتذرت وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس أمس الجمعة من أوباما لما جرى. وقالت رايس "أبلغته أسفي وأخبرته أنني سأكون منزعجة اذا ما اطلع احدهم على جواز سفري، ولذلك سأتولى مسؤولية هذا الأمر"، ولم تقتصر هذه الحادثة على اوباما فقط حيث قال مسؤول أمريكي أمس ان موظفين في وزارة الخارجية اطلعوا دون تصريح على ملفات جوازي سفر المرشحين الرئاسيين السناتور الديمقراطية هيلاري كيلنتون والسناتور الجمهوري جون مكين. وامتنع المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه نظرا لحساسية المسألة عن ذكر مزيد من التفاصيل. على صعيد آخر حصل باراك أوباما أمس الجمعة على دعم أحد الشخصيات القائدة في الحزب الديمقراطي وهو حاكم ولاية نيو مكسكو بيل رتشاردوسون والذي كان قبل شهرين احد المتنافسين على الرئاسة من جانب الحزب الديمقراطي. ويعتبر رتشاردسون احد قادة الجالية اللاتينية وله تأثير كبير عليها. كما انه واحد من المندوبين ولهذا يعتبر تأييده لأوباما مهم جدا. وكان رتشاردسون سفيرا للولايات المتحدة في الأممالمتحدة وكذلك حصل على منصب وزير الطاقة في ادارة الرئيس بيل كلينتون ولهذا فقد اعتبر بعض المراقبين تأييده لأوباما بمثابة صفعة لهيلاري كلنتون. وجاء في البيان الذي اصدره رتشاردسون حول هذا الموضوع: "انني مؤمن ومقتنع بأن زعيماً كهذا (أوباما) يأتي مرة واحدة في الحياة والذي يستطع ان يوحد البلاد ويصحح القيادة التقليدية الأمريكية". من ناحية أخرى يتبادل المرشحان لتمثيل الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية الاميركية باراك اوباما وهيلاري كلينتون اتهامات بالانتهازية في قضية الانتخابات التمهيدية في ولايتي ميشيغن وفلوريدا حيث رفضت الهيئة الوطنية للحزب الاعتراف بفوز السيدة الاولى السابقة بدون خوض حملة انتخابية. وبعدما استبعد الحزب الديموقراطي في فلوريدا اجراء انتخابات جديدة في هذه الولاية، اعلنت حاكمة ميشيغن الخميس انه لا يمكن اجراء انتخابات جديدة في ولايتها. وكانت انتخابات تمهيدية ديموقراطية اجريت في كانون الثاني/يناير في فلوريدا وميشيغن لكن اللجنة الوطنية للحزب رفضت الاعتراف بنتائجها لان الولايتين انتهكتا قوانين الحزب بتقديم موعد الاقتراع فيهما. وانتهت الخميس المهلة الممنوحة للبت في مسألة الانتخابات بدون ان تحدد الهيئة التشريعية في الولاية موعدا لانتخابات جديدة. وقال مايك تروغوت الاستاذ في جامعة ميشيغن لوكالة فرانس برس انه خلف الاتهامات والشعارات الكبرى "تدور حرب اعصاب" بين المرشحين اللذين لا يعتزم اي منهما تقديم اي تنازل للاخر بهذا الصدد. وفازت كلينتون في 15كانون الثاني/يناير في الانتخابات التمهيدية في ميشيغن (شمال) بدون ان يكون اسما منافسيها الابرزين باراك اوباما وجون ادواردز مدرجين على قائمة المرشحين. وهي تمارس ضغوطا مكثفة لاقناع سلطات الولاية بتنظيم انتخابات جديدة متذرعة بالحق الجوهري الممنوح لكل اميركي في الادلاء بصوته، انما بدون جدوى. وطرحت كلينتون نفسها في موقع المدافعة عن حق الناخبين الاساسي في اسماع اصواتهم فاتهمت بكلام مبطن منافسها بالتخوف من حكم صناديق الاقتراع في وقت يواجه منذ ثلاثة اسابيع سلسلة من القضايا المثيرة للجدل. والواقع ان سناتور ايلينوي الذي يتصدر حاليا سباق الفوز بالترشيح الديموقراطي بدا وكأنه يراهن على الوقت حيث اثار فريقه سلسلة من الصعوبات القانونية لنقض فكرة اجراء انتخابات جديدة في ميشيغن. وقال اوباما مساء الاربعاء لشبكة "سي ان ان" ان "السيدة كلينتون لم تكن نزيهة اطلاقا في هذه القضية" مذكرا بانها ايدت في بادئ الامر قرار ابطال نتائج الانتخابات التي جرت بدون اذن من الحزب. وتابع "ما ان وجدت نفسها في وضع صعب سياسيا وبدا لها انها لن تتمكن من الفوز بالترشيح بدون الاخذ بنتائج (الولايتين)، اصبحت فجأة حريصة الى اقصى حد على الناخبين"، مضيفا "لنقل الامور بوضوح، هذه سياسة انتهازية".