سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هل تنجح الأفكار والتوجهات الجديدة في النهوض بمعرض القاهرة الدولي للكتاب؟! الدورة السابقة شهدتْ انخفاضاً في عدد الزوّار.. والمقبلة تتسلّح ب «النهضة والإصلاح »:
لا شك في أن معرض القاهرة الدولي للكتاب هو الحدث الثقافي الأبرز الذي تشهده مصر في كل عام منذ عشرات السنوات؛ فهو الملتقى الضخم الذي يشهد تلاحم ملايين الكتب والزوار تزاحمهم من مختلف الأرجاء، وهو المائدة الأرحب التي يلتقي عليها مثقفون ومبدعون ومفكرون من مصر والوطن العربي وسائر دول العالم. وهذا المعرض القاهري الكبير الذي بدأت فعالياته في عام 1969؛ وفقاً للأرقام؛ هو ثاني أبرز المعارض الدولية بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب من حيث الضخامة والأهمية وحجم الكتب التي تعرض به وعدد دور النشر والدول المشاركة فيه وعدد زائريه. ومع اقتراب موعد انطلاق فعاليات الدورة السابعة والثلاثين من معرض القاهرة للكتاب (في السادس والعشرين من يناير 2005) تتوجه الأنظار إلى هذا الحدث الثقافي الكبير لمطالعة مستجداته وأبرز الأفكار والتوجهات والمحاور التي حددتها وزارة الثقافة المصرية وهيئتها العامة للكتاب (الجهة المنظمة للمعرض) من أجل النهوض بالمعرض وتطويره ودفعه إلى الأمام. وتعد الدورة السابعة والثلاثين من معرض القاهرة للكتاب (من 26 يناير إلى 8 فبراير) ذات طابع خاص بكل المقاييس؛ فهي الدورة الأولى بعد الدورة السادسة والثلاثين (يناير 2004) التي شهدت تناقصاً ملحوظاً في عدد زوار المعرض (زاره حوالي مليوني زائر فقط في مقابل 4 ملايين و350 ألف زائر في الدورة الخامسة والثلاثين 2003)، وهي الدورة الأولى في عهد الدكتور وحيد عبدالمجيد (أستاذ وخبير العلوم السياسية) الذي تم تكليفه من وزارة الثقافة المصرية رئيساً لهيئة الكتاب بعد أن كان نائباً للرئيس السابق الدكتور سمير سرحان، وهي الدورة التي تشهد توجهات وأفكاراً وتطلعات تطويرية جديدة في إدارة فعاليات المعرض وأنشطته وتنظيمها. وقد بدأت هيئة الكتاب مبكراً الاستعدادات والتجهيزات الخاصة بالدورة الجديدة للمعرض، فخاطبت الناشرين من مصر ومختلف الدول العربية والأجنبية معلنة موعد المعرض ومحددة الشروط والقواعد المنظمة للاشتراك قبل بدء المعرض ببضعة شهور. أما المحاور والأفكار والتوجهات والفعاليات المستحدثة فقد تم رسم الخطوط العريضة لها؛ وأعلنت هيئة الكتاب عن بعضها مؤخراً. ويبدو أن اختيار المحور الرئيسي للمعرض قد جاء متسقاً مع الرغبة في تطوير أداء المعرض ذاته؛ حيث تم الاتفاق بين أعضاء اللجنة التحضيرية للنشاط الثقافي للمعرض على أن يكون المحور الرئيس للمعرض في دورته ال(37) هو «آفاق النهضة والإصلاح»! كما تم إدراج عدد من الاحتفاليات الثقافية المهمة خلال انعقاد المعرض؛ ومنها: الاحتفال بمرور ثلاثمائة عام على ظهور أول ترجمة فرنسية ل«ألف ليلة وليلة»، والاحتفال بمرور مائتين وخمسين عاماً على ميلاد عبدالرحمن الجبرتي، والاحتفال بمرور سبعمائة عام على ظهور رحلات ابن بطوطة، والاحتفال بمرور مائتي عام على تولي محمد علي حكم مصر. كما أنه من المقرر بشكل مبدئي أن يجري استضافة دولة لتكون ضيفاً شرفياً للمعرض، فضلاً عن تكريم شخصية عالمية لها دور بارز في خدمة الثقافة الإنسانية، وذلك بالإضافة إلى قائمة المكرمين من الشخصيات المصرية والعربية وأصحاب الكتب الفائزة بجوائز أحسن كتاب في العام في فروع مختلفة. ويأمل مسؤولو وزارة الثقافة المصرية والهيئة العامة للكتاب في أن تنجح هذه الأفكار والتوجهات الجديدة في النهوض بمعرض القاهرة الدولي للكتاب؛ وأن يستعيد مكانته المعهودة والحضور الجماهيري المكثّف خلال الدورة المقبلة.