أيها السيدات والسادة.. لقد أُطفئت إشارة ربط الأحزمة.. يمكنكم أن تتجولوا الآن داخل الطائرة.. الكبتن (حسن) يتمنى لكم رحلة (أسطورية)! الجو في محطة الوصول صحو.. والرياح شمالية.. والشواطئ (فيروزية) على (لازوردية). الآن يمكنكم النظر من خلال نافذة الطائرة (شفتوا البحر شو كبير)؟! كبر البحر بحبكم (كلكم).. - دا طيار ما يتفوّت أبداً..! - هوّ اسمه إيه؟! - حسن.. - حسن واحد بس؟! لو حسنين كان عمل ايه؟! - ذكَّرتيني بأول (بختي).. كان اسمه (عوضين) - إيش به؟! - خفّضوه في (الترقيات).. صار عوض واحد! - مسكين! - لا.. وأزيدك من الشّعر بيت!. - بيت.. قصيدة، نحنا إيش ورانا؟! - استنوا عليه سنتين، وفي الترقيات الجديدة خفّضوه مرة تانية. وضاع!. - كيف تأكدتوا إنه (ضاع)؟! - اتصلنا بالمستشفى قالوا لنا (عليه العوض)! - معاناته ما بقي لك لا (عوض) ولا (عوضين).. - لا.. اتجوزت (رزق الله)! - رزق الله مين؟! - (رزق الله ع العربيات.. وع أيام العربيات) - داباينه من البحر (الابيض المتوسط)، بالعافية! منّه المال ومنك العيال.. - حسرة قلبي.. دا (يايدّي فكي حلقي)! - على كده (حلقُه) في يدك إنتي! - كان في يدّي قبل ما أسوّي له وكالة على المال! - طيب هادا المال.. والعيال؟! - ما منهم إلا وجع القلب.. خليني كده أحسن ..شوفي العيال اللي بيجروا في الطيارة.. ومخلّينها (حوقك بوقك).. أما أنا حياتي رتيبة.. اللي أبات فيه أصبح عليه.. معي فكرة.. إنتي ملاحظة إنه من ساعة ما طرنا ما في مطبات هوائية؟! - وانتي زعلانة ليه؟! - وحشتني المطبات الهوائية.. والعواصف الرملية.. والسحب الركامية.. على الأقل تخضنا شوية! - والله صادقة! سيداتي سادتي.. نحلّق الآن على ارتفاع (40) ألف قدم.. ويمكنكم أن تشاهدوا على يمينكم (البحر الكاريبي).. وعلى يساركم البحر اللي ما هو (كاريبي).. - الله يقطعه.. - الكاريبي؟! - لا (اللي ما هو كاريبي)! - ليه؟! - ذكرني ب (اللي ما هو داريبي)! عقّب أحد الركاب من المقاعد الخلفية: - تستاهلوا.. انتو خيركم لغيركم! - دا بيقول ايه؟! - أخصريه.. هادا أبو محمد.. اللي خالعته بفلّة وسيارتين.. كان يبغى (تلاتة) بس أتدخلوا أهل الخير.. - ما قصّر.. برضه الدنيا فيها خير! - شايفة المضيفة اللي هناك.. من يوم ماطرنا وهيا رايحة جيّة.. - ليه؟! - الراكب اللي هناك طلب العشا ( 7مرات)! عشان مدة الرحلة ( 7ساعات). - يا ترى كيف لو سافر ( 13ساعة)؟! - ينزلوه في محطة الوصول مع (العفش)!. - أنا ماني شايفة آخر الطيارة.. أظننا بنمر بمنطقة ضباب.. - لا ضباب ولا حاجة.. دا دخّان.. أصله الراجل المؤدب اللي هناك كل نص ساعة يدخل دورة المياه.. يشرب بكت دخان ويرجع! - باينّه (خلوق).. ما يبغى يزعج الركاب! - يووه.. إن كان على الأخلاق فيه زيُّه كتير! شوفي اللي هناك.. بعد ما شبع نوم بدأ يوزع ابتسامة (زوم) يرفع بها معنويات المضيفات! - قلت لك.. الدنيا بخير.. والست اللي نايمة هناك فيه الطفل اللي كان في عبّها؟! - أعطته المضيفة ترضّعه.. عبال ما تاخد غفوة! سيداتي سادتي.. لا تقلقوا على أطفالكم الضايعين.. هم الآن في أيدٍ أمينة.. المرجو من حضراتكم تزويدنا (بالغيارات) ليتولى طاقم الرحلة اتخاذ اللازم!