ليس العيب أن تفشل.. ولكن العيب أن تعتبر خطأك فشلاً. @@@ تتحول الحياة أحياناً إلى ساحة من الألم العميق، تقف خلالها أنت بأحزانك في منتصفها عاجزاً عن المغادرة، أو حسم لحظة الخروج النهائي. يتحالف الحزن مع العجز ضدك، وكأنهما قوى تتحد لتنصب لك شركاً تعجز تماماً عن التعامل معه، أو استخدامه. وأسر المكان والزمان الفارغ يحتويك لا تملك وأنت مستسلم له سوى احتمال لحظات الانجذاب داخل زوايا انعدام المقاومة. @@@ تحلم دائماً بأن تعود الى الأزمنة التي عبرت، إلى الماضي، تتوحد معه في أحلامك تتمنى أن تعود اليه، وأنت تلمس مرارة الحاضر. ثمة لحظات ترشقك دوماً، لتستقطب الماضي البعيد، وحتى القريب، تتوارى داخله، تختبئ هرباً من ملامح زمن جائر ينفذ بها من دون هوادة إلى داخل كل الأحلام، يمزقها، بقوة الغدر. واشتعال الأوهام. @@@ "مالا يصلح.. ترءكه أصلح" تُرى هل صحيح أننا ننساق لتفسير هذه العبارة التفسير السليم لها؟ أم أننا نبدي رغبة في ذلك، ثم نعجز عن اتخاذ القرار الشجاع لمواجهتها؟ كثيرة هي الأشياء في حياتنا التي من الممكن ان نتخلى عنها ونتركها. كثير من البشر الذين نعرفهم من الاقرب ثم الأبعد، لايمكن ان نتعايش معهم ومع ذلك سنظل داخل دائرة التعايش والمعرفة. كثيرة هي ملامح الحياة وتفاصيلها التي من الممكن ان نتخلى عنها ونتركها بسرعة لفشلنا في تعديلها، وأن تكون كما نريد لا كما تريد هي، ومع ذلك نظل داخل دائرة التعامل معها، ودفع الخسائر الباهظة من هدوئنا، واستمتاعنا بالحياة الهادئة. مشكلتنا الدائمة عدم تحليل النتائج، واستيعاب مردودها على المدى البعيد، لأننا سنظل دائماً داخل دائرة.. من الممكن.. وقد.. واحتمال.. ومع الأسف كلها احتمالات فاشلة، ولا جدوى من تغيير ما يرجى منها الى الافضل. والآن هل بإمكان القارئ أن يتخلى طواعية ودون تفكير عن كل ما لا يمكن إصلاحه من علاقات بشر، أو اعتياد على أشياء.. أم سيظل خارج هذه اللعبة القاسية النتائج التي هي فتح لأبواب الحقيقة؟