أعطني فرصة أخرى؟ سؤال فيه كثير من الأمل، تصاحبه رغبة عنيفة في أن يقبلنا هذا الطرف الآخر، أن يعطينا مساحة نعيد فيها حساباتنا نصلح فيها أخطاءنا! أعطني فرصة أخرى؟ قد تقولها لنفسك حين تجد أنك قاس معها، قد تقولها لشخص قريب خذلته أو أتعبته، قد تقولها لآخر كان يظن وخيبت ظنه بقصد أو بدون قصد. أعطني فرصة أخرى وسأصلح كل شيء؟ ماذا لو كنت الطرف المستقبل لهذا السؤال وليس الذي يطرحه باستجداء، كيف ستتعامل معه؟ هل ستسمع وتدير ظهرك؟ هل ستصرخ قائلا: إذا كنت أفسدت الأمور أول مرة فكيف ستصلحها ثاني مرة؟ لماذا أتعب نفسي وأعطيك فرصة أخرى؟ أسئلة كثيرة تدور في رأسك قد لا تفكر في البحث عن إجابة عنها، قد تتعبك الإجابات لذلك تترك الأسئلة معلقة وقد تهرب منها وقد.. تكون ممن يعطون الآخر فرصة تليها فرصة تليها فرصة ليبقى الحال كما هو عليه. وهنا نتوقف لحظة؛ ألا تمل من إعطاء الفرص؟ ألا تمل من تكرار الخطأ مرة بعد أخرى؟ ألا يتعبك أنك تقف دائما تنتظر لحظة التغيير (تغيير في شخصية، تغيير في تصرفات، تغيير في طريقة كلام، تغيير في وضع مالي...ما أكثر التغييرات التي تريدها) لكن هذه اللحظة لا تأتي، تتأخر وأنت لم تمل من الانتظار. ولنسأل سؤالا آخر؛ ما الذي يجعلك تعطي هذا الشخص -بالذات- فرصة وراء أخرى؟ لأنه يملك مساحة لا يملكها الآخرون، لأنه قريب إلى درجة تخاف أن تفقده فيها، لأن لديك شيئا من الأمل وكثيراً من الرغبة في إصلاح الحال، في أن تجري الأمور كما تريد أو كما تحلم... أو كما كنت تتوقع. كل فرصة قد تشكل بداية جديدة، يمكنك أن تستغلها لتمسح ما فات، لتعوض ما خسرته، رغم أنك تعرف أن الزمان لا يعود للوراء وأنك لا يمكن أن تمسح ما حصل من الذاكرة التي تحب أن تنسى أحيانا وتتذكر لتؤلمك حين لا تريدها أن تتذكر. وأنت قد تكون ممن يعيشون البدايات، وقد تكون مما يخافون منها وقد تكون ممن يتطلعون لها ويتألقون حين تطل أو تلوح ملامحها في الأفق، لكن السؤال: هل أنت جاد في طلب الفرصة أم أنها وقت مستقطع ترتاح فيه حتى تلتقط أنفاسك؟ والسؤال الآخر؛ هل أنت جاد في منح هذا الآخر فرصة أم أنك تعودت على أن تكون دائما الطرف الأضعف المستسلم؟ أعطني فرصة؟ كم مرة قلتها؟ وكم مرة سمعتها؟ وكم مرة فشلت في استغلال الفرص؟ هل الفرص تمنح وتعطى أم أنها تستحدث بإصرار؟ هل ترى في العقبات فرصا متنكرة؟ اليوم هو يوم الأسئلة... والإجابات أتركها لمن يعرفون... وتمنياتي لكم بأسبوع امتحانات موفق.