يقدم رامي الأحمدي في روايته الأولى (صندوق الذكريات) والصادرة حديثا.. موضوعا مختلفا وهماً مغايرا لما يشتغل عليه الروائيون الجدد الذين تشغلهم المواضيع السردية التسويقية التي تندرج تحت عناوين ملامسة المسكوت عنه.. فرامي الأحمدي يلتفت إلى منطقة الخيال العلمي ويضخ في روايته المعلومة الطبية المغلفة بعامل التشويق.وفي هذا الحوار (لثقافة الرياض) يكشف لنا ملامح عن تجربته في رواية (صندوق الذكريات). @ بعيدا عن هم الروايات المحلية الصادرة حديثا نجد موضوع رواية (صندوق الذكريات) تتخذ موضوعا مغايرا وتلامس منطقة الخيال العلمي.لماذا كان اختيارك هذا الموضوع لروايتك الأولى؟ - الحقيقة غير المتوقعة أني لم أبدأ العمل قاصدا منحى الخيال العلمي، ولكن البحث والقراءة في أساس ما كنت أكتب عنه هو ما كون ما أعتبره وعاء أو قالبا للوصول لموضوعي الأساسي ألا وهو الذكريات، فقد أردت أن أصور فكرة قد تكون مستحيلة فلكل إنسان ذكريات جميلة يتمنى أن تعود وهذا لا يمكن الوصول له إلا عن طريق العلم ولا يمكن تصوره إلا في إطار علمي، لذلك جوابي على السؤال أن الخيال العلمي لم يكن غاية وإنما وسيلة. @ نجد على غلاف الرواية (رواية واقعية سحرية) مع أن الرواية في تصوري هي أقرب للرواية الخيال العلمي..ولهذا أسألك ما مفهومك للواقعية السحرية؟ - يجب أن أذكر أولا أنه لم يتم الاتفاق على تعريف نهائي لهذا المصطلح، ولكن أرى الواقعية السحرية في خلق عوالم خيالية غرائبية سريالية تخالف ما نعتقد أنه من قوانين الطبيعة مع أنها لا تبتعد كثيرا عن الواقع، هذه العوالم يمكن تفسيرها بتبريرات علمية وقد تترك مطلقة. وهذا محقق في الرواية حيث تصف بيئات ذات غرابة بين انقطاع الإنسان عن العالم المحسوس و تصوره لهيئات البشر بحسب أرواحهم وخلق عالم متخيل معزول والعودة لمعايشة وتجسيد الماضي. كل هذه "الشطحات" تدخل ضمن الواقعية السحرية. @ بما أن الرواية تحمل صبغة الخيال العلمي..هل تعتقد أنها ستجد القبول من القراء والنقاد؟ - لا يمكنني الحكم أو التنبؤ برد فعل الآخرين، ولكن أتحدث عن نفسي بأن دائما ما أحببت الاتجاه الذي يعتمد على الخيال والوقائع المستحيلة وأجد فيه متعة كبيرة فالروايات الاجتماعية لا تستهويني مع تقديري لكتابها ومحبيها ولكن أجد نفسي في داخل مجتمع ولا حاجة لي بقراءة ما هو حولي و ما جعلني أكتب في هذا الاتجاه هو انجذابي وتفاعلي معه. @ تذويب المعلومات العلمية تحتاج لعبة سردية متقنة..لاحظت أن برغم اجتهادك في تقديم غطاء سردي لهذه المعلومات الا انها كانت بارزة الملامح في النص.كيف ترى المواءمة بين المعلومة العلمية وبين التشويق في الرواية؟ - الحقيقة نقيض ما تسأل، فكما ذكرت أن المعلومات والنظريات العلمية أتت لاحقا خلال الشروع في العمل فهي ليست نواة وإنما هي طريق وسبيل للموضوع الذي أكتب عنه، والأمر الآخر أني لم أرد للمتلقي أن يمر دون فائدة فعمدت إلى وضع بعض المعلومات المهمة والمفارقات العلمية التي تزيد من نسبة التفكر وتساعد كذلك على خلق الجو العام الذي رغبته للرواية. أما التشويق فهو موجود من البداية التي تحكي عن صدفة عجيبة حتى النهاية التي يصعب حسمها، والمعلومة كانت قاعدة وبناء للتشويق حيث تفسر وتقنع بالأحداث وفيها احترام لذكاء المتلقي. @ الرواية كانت تخوض في حقائق طبية وأيضا تقدم أفكار ورؤى طبية ممكنة التطبيق.. كيف تم الاشتغال على هذه الحقائق برغم ان تخصصك العلمي بعيد عن مجال الطب؟ - خلال كتابة العمل أردت الوصول للهدف بطريقة علمية مقنعة بحيث يتم تقبلها واعتبار السرد وقائع لا يمكن أن تنفى بسهولة لغرابتها وهذا كان مهماً لبناء الرواية لذلك قمت بالبحث وحصلت على كتب وقرأت أبحاثا ونتائج علمية تتعلق بالموضوع وكيف السبيل إلى تحقيقه بطريقة علمية مقنعة وانتهى بي الأمر إلى بلورة نظريات تستند على حقائق علمية وإن كانت بالطبع في النهاية مجرد فرضيات كاتب وليست نظريات عالم.