ساءنا في الفترة الأخيرة ما بدر من بعض وسائل الاعلام الغربية من إعادة لنشر الرسوم الكاريكاتيرية لسيد الخلق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، والتي كان لها الأثر القوي في حقن الشارع وعودة المطالبة بالمقاطعة لمنتجات دول مصدر الاساءة هنا يتراءى تساؤل مهم وهو هل المقاطعة أو حرق اعلام أو تدمير مواقع الكترونية تابعة لتلك الدول يعتبر حلاً ونصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتطبيقاً لسنته؟ سبق وحصل ذلك فهل منع إعادة نشر الرسوم بل على العكس نرى الآن انها عادت وبشراسة ومن دول اخرى، لا أعلم لماذا لم يستفد المطالبون بالمقاطعة بمنتديات الإنترنت من المبادرة الاستباقية الكريمة لصاحب السمو الملكي وزير الداخلية بانشاء "جائزة الأمير نايف التقديرية لخدمة السنة النبوية وعلومها" للتعريف الصحيح بالإسلام من خلال التعريف بسنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وذلك بدلاً من أن تكون المطالبة بالمقاطعة تكون المطالبة بنشر البحوث المقدمة لهيئة الجائزة والتي تقدر بالمئات بعد ترجمتها لعدة لغات الا يرى القارئ الكريم أن نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم تكون في نشر سنته والتي من ضمنها رد الاساءة بالاحسان وليس بردود الأفعال الانتقامية التي لا تزيد الوضع الا سوءاً، فقد سمعنا عن قيام بعض المتحمسين بتدمير مواقع الكترونية خاصة وحكومية لدول غربية هنا ماذا سيحدث لو وظف هؤلاء المتحمسون قدراتهم التقنية في ارسال رسالة سلام واحسان تتوافق مع منهج الرسول صلى الله عليه وسلم خاصة وان الاستعانة متاحة من خلال الموقع الالكتروني للجائزة http://www.naifprize.org.sa/?action=show&id= 105لايضاح نبل الرسول عليه الصلاة والسلام ورسالته التي أتت لتعزز مكارم الأخلاق وأيضاً للاستفادة منه في معرفة الطريقة الصحيحة لردود الأفعال والتي تتوافق مع منهج من نناصره صلى الله عليه وسلم ربما يرى البعض في طرحي نوعا من السلبية وعدم التفاعل الحماسي، قد يكون لهم الحق في ذلك لو لم نمر بتجربة المقاطعة وهي الطريقة التي كنت أحد المؤيدين لها وبقوة ولكن وبعد ان اثبتت عدم جدواها وبالدليل القاطع الذي نراه الآن من الهجمة الشرسة وبشكل أوسع فقد آن لنا وخاصة بعد أن تمت اتاحة المجال للشعب للتعبير عن غضبه بكل ديمقراطية بتنفيذ المقاطعة مثالا على ذلك امتناع بعض التجار من بيع المنتجات الدنماركية بمحلاتهم والاعلان عن ذلك بالصحف المحلية الا انه يجب الآن ان نعيد حساباتنا ونحاول الاستفادة من الجهود الجبارة التي قام بها ولاة أمرنا في الذود عن دستورنا المبني على القرآن والسنة المحمدية والجائزة مثال حي على ذلك لكونها فعلا وليست رد فعل لانشائها قبل التطاول على أشرف الخلق نبينا صلى الله عليه وسلم وهنا يأتي دور العلماء والمفكرين للتعريف بفائدة الجائزة وكيفية الاستفادة منها، من الممكن ان لا تكون هذه الطريقة سبباً قوياً في وقف مسلسل الاساءة لعدة اعتبارات ولكنها من الممكن أن تكون عاملاً في الحد من توسع رقعة الكراهية.