يتساءل من يرى كم وحجم الزحام اليومي والإقبال الكبير على معرض الرياض 2008للكتاب الذي تعيشه الرياض هذه الأيام ويستمر بضعة أيام قادمة، هذا الإقبال جاء من كافة الشرائح الاجتماعية أعمارا بنوعيها رجالا ونساء وهومايدعوني إلى السؤال : ألهذا الحد يحب مجتمعنا السعودي الكتاب ؟ ألهذا الحد هو قارئ ومطلع ؟ وتبدو لي إجابات اسئلتي في زيارة واحدة تقارن بين الندوات وصالة المعرض اللتين تتواجدان في نفس المكان. وباكتشاف مدى الحضور للندوات المرافقة لمعرض الرياض وعددهم نجد أنه مع أهمية تلك الندوات أهمية بالغة فإن عدد الحضور لا يوازي ربع التطلعات التي قد يتأملها زائر، من خلال مايحدثه له التزاحم الحاصل والزيارة بشكل يومي لأجنحة عرض دور النشر العربية والعالمية . واقع الأمر يدعوني لأصل إلى القول بأن شراء الكتب لدى بعض شرائح المجتمع أضحى يشكل نوعا من السلوى والرغبة في ملء ارفف زائدة في بعض اجزاء المنزل لا أكثر ولا أقل. واقع الأمر أيضا يجعلني أقول بأننا مجتمع مظهري حتى في قراءاتنا واطلاعنا. أرى زواراً ولا أرى في أيديهم كتباً جاءت من بعيد لهم خصيصا من دول متعددة ؟!. وهي فرصة سنوية نادرة جدا . أرى أكياسا معبأة بحثت مدة ساعتين عن المجاني لتأخذه كما عادتها تزورالمعارض لتلتقط المعروض والذي يمكن أخذه مجانا وركنه في البيت وكفى. - هل يعقل أن تكون ثقافتنا الفردية والاجتماعية أيضا، استهلاكية شكلية إلى هذه الدرجة؟ ثقافتنا الاستهلاكية ايضا بدت من خلال التعليقات المتبادلة بين المسئولين عن أجنحة العرض وأصحاب دور النشر وبين الزوار وهي تعليقات يمكن لمن يتجول في المعرض أن يسمعها، ويستهجن المساءلة التي يحاصر بها أحدهم مسئول دار من دور النشر، وهو يسأله عن كتاب ولايقتنع بإجابة المسئول بكتاب لم يكن متوافرا لدى داره : لماذا لايتواجد لديكم؟ ولماذا لاتبيعونه ولماذا لاتطبعون كتبا في كذا وكذا ..يسأل بعض الزوار مسئولي دور النشرأسئلة فوق طاقتهم وتتواتر اسئلتهم ويوازيها صبر من أصحاب دور النشر وتجمل أغبطهم عليه أحيانا، كيف لهم وسط كل الزحام أن يسألوا وكأنه لايوجد في جناح الدار سواهم فيعطلون من يرغبون الشراء ويعطلون المسئول عن الجناح المخصص ويخنقون بأسئلتهم التي بلامعنى أسئلة غيرهم التي ربما أنها أهم بكثير من الأسئلة الأخرى التي يطرحها المستهلكون لوقت ومساحة وأثر المشاركة التي تقدمها دور النشر غير المحلية بشكل خاص إلى زوار معرض الكتاب في الرياض اسئلة لايمكن أن اسميها سوى أنها نوع من استعراض الذات الناقصة. ولعل هذه الظاهرة تتكرر فترسخ لدى الجميع مدى تأثير الكتاب والاطلاع والقراءة والحجم الضئيل الذي تتركه في مثل تلك الشخصيات التي لايشكل ماتقرؤه - إذا كانت قارئة - في وعيها أدنى تأثير . فماذا يمكن ان تفعل مؤسسة الثقافة لتوعية شريحة من هذا النوع؟ وكيف يمكن تطوير طريقة تعاطيها واستماعها وحوارها؟ ومادور مؤسسات التربية ومؤسسات العمل والمؤسسات الحقوقية المحلية في هذا الشأن لتكون الثقافة السلوكية جزءا لايتجزأ من عادات مواطننا وليست قطعة ديكور بحاجة دائمة إلى إزالة الغبارالمستديم عنها.