منذ فترة والرياض تثبت دعامات جيدة للفن المسرحي فيها حتى باتت الإعلانات جزءاً طبيعياً من الشوارع في حركة نشطة ولافتة. إلى هذا الحد الأمر جد مبشر، ما لم نتوقف إلى أن على النساء أن يحدقن في إعلانات المسرحيات دون أن يدرين لماذا يمنعن من مشاهدتها!. يصعب تخيل مدى علانية الانحياز للرجال عندنا، فلست أجد منطقاً في إلغاء المرأة وتهميشها من المجتمع لهذا الحد وكأنها ليست منه!. مالذي يعرض بالضبط على خشبة المسرح وهو حلال على الرجل حرام على المرأة!، خصوصاً وأن أمر فصل الرجال عن النساء في سعة وإمكانية كبيرة!، بل وكانت هناك تجارب كثيرة على مستوى الندوات والأمسيات كانت المرأة حاضرة فيها!. في الدوري العربي للفروسية المؤهلة لكأس العالم للقفز انتقلت المسابقة بين المدن العربية حتى وصلت الرياض في مرحلتها الخامسة، الأمر الذي مازال سيترك مجالاً كبيرا لمقارنات تفضح مدى الغرابة في أن نكون الوحيدين من بين الجميع الذين نمنع النساء من الحضور بدون سبب!. حقاً من المحزن التساؤل مالذي قد يميز ذائقة المرأة في الشارقة مثلاً، وهي المدينة المحافظة، حين تتابع ببساطة مسابقة لقفز الحواجز معروف مستوى جمهورها، وبين امرأة في الرياض مفروض عليها أن تنسى تماما مثل هذه الاهتمامات الجميلة!؟. بل مالفرق بين مشاهدة مسرحية أو مسابقة لقفز الحواجز عن مشاهدة العرضة في مساء العيد في منطقة الديرة!؟. بالطبع لا فرق عدا التنظيم"المرفوض" في الأولى، والازدحام الشديد في الأخيرة "غير المرفوض طبعا"!. متى سيمكننا رؤية هذه الأنشطة بعين الثقافة وزيادة الوعي لنكون متأكدين من أن هذه الاهتمامات من شأنها أن ترفع من مستوى الإدراك بشكل يعود عليهن بالتسلية والمعرفة معاً، بل من شأنه أن يكون منجاة لهن من جلسات الغيبة، وحفظاً لجيوب آبائهن وأزواجهن من فسحة السوق، وحفاظاً على رشاقتهن من المطاعم!.