بلير أحد الأشخاص الذين ينطبق عليهم وصف "أبو سبع صنايع" لكن من المؤكد أن "بخته غير ضايع". سيرته الذاتية أصبحت تؤهله للعمل في أي منصب. من رئيس وزراء، إلى وسيط سلام في الشرق الأوسط، إلى مستشار للشركات حول المخاطرات المتعلقة بأسواق الاستثمار وتغير المناخ، إلى مستشار في إدارة الحكم في رواندا، وأخيراً آخر مفاجآته أستاذ دين في جامعة أمريكية. سيقوم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بتدريس مادة الدين لطلبة جامعة ييل الأمريكية إضافة إلى تدريس منهاج العولمة، وهذا يعني أنه سيكون بمثابة "المكوك" الذي سيستمر بالرحلات بين دولة وأخرى لتعبئة جدول أعماله في دول مختلفة. أكدت جامعة ييل، بأن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير سيقوم بالانضمام إلى كادرهم التعليمي لتدريس علوم الدين الخريف المقبل. وسيغطي منهاج الإيمان والعولمة وسيقوم بتدريس علاقة ودور الأديان بسياسات العالم الحديث. أكد متحدث بلير بأنه لن يستقر في كونيكيتيكت وأن الجامعة تدرس حالياً جدول محاضراته. وعبر المقربون منه عن قلقهم عليه نتيجة عبء المشاغل التي ورط نفسه فيها. بالنسبة لهذا الأسبوع سيقوم يوم الثلاثاء بلقاء الرئيس الأمريكي بوش، وسيعود في أوائل الأسبوع المقبل إلى بريطانيا،ثم سيباشر بعض الأعمال المتعلقة بدوره كمبعوث خاص للجنة الرباعية للشرق الأوسط ممثلاً للأمم المتحدة والولايات المتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا. وهذا يعني أنه سيستمر بالقفز بين طائرة وأخرى متنقلاً بين لندن ونيويورك والقدس إضافة لمحطات أخرى. إذ عليه أن يجد متسعاً أيضاً لدوره كمستشار للخدمات المالية لشركة تأمينات في زيوريخ تمنحه 50.000جنيه استرليني شهرياً مقابل نصائحه. إضافة لتقديمه الاستشارات لبنك جي بي مورغان الذي يدفع له ما بين 500.000جنيه استرليني و 2.5مليون جنيه سنوياً مقابل تقديم الاستشارات بضعة أيام من السنة. كان التعليق على قبوله تدريس منهاج الدين في جامعة ييل إضافة للسياسة بأن هذا دليل قوي على أهمية الديانة المسيحية في حياته، وهذا واضح من خلال كتاب شارك في تجميع مواده حول المسيحية والاشتراكية. والجميع يذكر أنه خلال حملته للترشيح في انتخابات 1997كان قد نصح بأن يترك التعبير عن شغفه بالديانة المسيحية لئلا يخسر أصوات الأفراد الذين لا يؤمنون بنفس اتجاهه العقائدي وغير المتدينين. لكنه دائماً كان مهتماً بدراسة الديانات، قيل أنه درس القرآن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، كما أنه تحول هذا العام إلى اعتناق المذهب الكاثوليكي. من الجدير بالذكر أن ابنه ايوان يدرس لدرجة الماجستير في جامعة ييل منذ 2006ليتخصص في مجال العلاقات الدولية ويتوقع تخرجه هذا الصيف.