أقام معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني قبل أمس حفل غداء تكريما لضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثالثة والعشرين بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض . وفي بداية الحفل ألقى وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل كلمة أوضح فيها أن الرياض تشهد هذه الأيام حراكاً ثقافياً مميزاً فبخلاف المهرجان الوطني للتراث والثقافة هناك جائزة الملك فيصل العالمية التي سيتم الاحتفال بتوزيع جوائزها الأسبوع القادم بالإضافة إلى الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة لأول مرة وهي الجائزة التي صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين على إنشائها دعماً للترجمة من العربية وإليها كما أنه يقام هذه الأيام معرض الرياض الدولي للكتاب الذي أصبح مقصداً لآلاف الناشرين حرصاً على القيمة المعرفية وعلى القوة الشرائية التي يجدونها في هذا المعرض . وقال "إن هذه النشاطات الثقافية المختلفة تقوم خلفها عدد من الجهات ووزارة الثقافة والإعلام واحدة من تلك الجهات حيث أنها تشرف على 16نادياً أدبياً في مختلف مناطق المملكة تعمل على تحريك الأجواء الثقافية وطباعة الكتب وإقامة الندوات والمحاضرات بين الحين والآخر ، ولدينا جمعية الثقافة والفنون تتوزع فروعها على اثني عشر مدينة في المملكة تهتم بالقضايا الفنية من مسرح وفن تشكيلي وتصوير وغيرها من الفنون". وأشار الدكتور السبيل إلى أن وزارة الثقافة والإعلام اتجهت أيضاً في إطار تفعيل الجانب الثقافي إلى تأسيس الجمعيات الثقافية والفنية ، وقريباً ستبدأ الأندية الأدبية في انتخاب ممثليها . ثم ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني كلمة رحب فيها بالجميع . وقال معاليه "كما سبقني الزميل الدكتور عبدالعزيز السبيل إن هذه الأيام يمتليء مشهدها الثقافي حيوية وحركة وتفاعلاً حيث تشهد مدينة الرياض الآن مهرجان الجنادرية الذي سيحتفل بيوبيله الفضي بعد سنتين مكرساً لنفسه خلال ال 23عاماً الماضية مكاناً مرموقاً ومحسوساً ومؤثراً على خارطة المناسبات الثقافية على امتداد رقعة العالم العربي والإسلامي بل طرق أبواب العالمية في بعض سنواته وباستضافته لتركيا هذا العام أضاف بعداً جديداً لتنوعة وانفتاحة ونشاطه وكذلك معرض الرياض الدولي للكتاب يستضيف اليابان ليفتح بدوره أبواباً أمام طروحات المثقفين من شتى المدارس والقناعات والاجتهادات". وأردف معاليه يقول "من وجد منكم الوقت ليطالع الصحافة السعودية في متابعتها للجنادرية ومعرض الكتاب لعله قرأ بعض ما جاء فيها من أن أثبتت الرقابة في معرض الرياض الدولي للكتاب أن ما يسمى بانفتاح الفضاء وانتشار استخدام الشبكة العنكبوتية لم يمر على مسامع وزارة الثقافة والإعلام وأنها لا تزال تصادر الكتب بالطرق البدائية نفسها وهذه إشكالية تمس الوعي وطرق التفكير". وأضاف يقول "في هذه المتابعات الصحافية نافذه أخرى على الحراك الثقافي الذي يعيشه المجتمع السعودي ويحدد درجة النضج وتعدد الآراء الذي وصل اليها هذا المجتمع ولو بكرتم بزيارتكم للمملكة لكنتم شهوداً على واحدة من جلسات الحوار الوطني التي يقوم عليها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني حيث تلتقي وعلى منصة واحدة وفي حوار واضح ومباشر وصريح يبث حياً على الهواء جميع أطياف المجتمع وهو مجتمع ثري بامتداده الجغرافي وتعدديته وتراثه الثقافي ولو اسعفنا الوقت وأنتم هنا في مركز الملك فهد الثقافي لعرضنا عليكم مسرحية (رسالة النور) التي عرضت خلال الأسبوع الثقافي السعودي في السنغال قبل اسبوعين عن العبودية التي حرر الإسلام الإنسان منها كما تبدت في سيرة سيدنا بلال رضي الله عنه". وأوضح معاليه أنه لا يقول ذلك ليقدم صورة وردية عن مجتمع مثالي تدعية المملكة العربية السعودية ولا ينتهز بفضاضة حضور الضيوف ليحيل هذا اللقاء الى مناسبة من مناسبات العلاقات العامة وقال "لكنها فرصة ثمينة أن تكونوا معنا هنا لنشرككم ولو لأيام لتعيشوا هذا الواقع المتجدد الذي يتدفق عطاءً ودفعاً للرأي بالرأي يموج به مجتمع تزيد نسبة الشباب فيه على 60% مثل المجتمع السعودي العربي المسلم". وقال معالي وزير الثقافة والإعلام "عندما صدح الفنان الشهير محمد عبده في اوبريت الجنادرية (محد يلوم القلوب في حب عبدالله) كان يعبر بحق عن حجم المحبة التي يكنها كل سعودي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يدين له كل السعوديين بما تعيشه المملكة من انفتاح على العالم وثقة بالنفس وتدعو للحوار مع ثقافات ومجتمعات أخرى وتقف وقفة تريد للعمل العربي المشترك ان يستعيد مصداقيته ونزاهته هذه الرؤيا القيادية لخادم الحرمين الشريفين هي التي تدفعنا للقول إن المشهد السعودي الحالي ليس عارضاً طارئاً بل هو توجه قيادي وطريق بإذن الله لمحطات على المجتمع السعودي بعروبته الأصيلة المتجذرة في الوجدان وبالتصاقة بالإسلام شريعة وفهماً لخلافة الإنسان على هذه الأرض وفهماً لكون الإسلام آخر الرسائل السماوية الربانية وعلى هذا المجتمع أن يعبر هذه المحطات . محطات تقف عند دور المرأة في المجتمع وعند مفهوم الاختلاط وعند ماهية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعند مسار مؤسسات العمل السياسي كمجلس الشورى ومجالس المناطق والمحافظات وعند الدور المتزايد لمؤسسات المجتمع المدني وعند مفهوم الرقابة الإعلامية وعند محطات أخرى". وأفاد معاليه أن عبور محطات هذا الطريق هي دلائل قدرة هذا المجتمع على أن ينضج وينمو ويصبح شريكاً في حضارة الإنسانية وإسهامه فيها أو أن يذوب وينزوي وينحصر تأثيره ويفقد تماسكه وتذوب هويته. وأعرب معاليه عن أمله في أن يلمس الحضور مدى البعد في الحركة الثقافية والتعبيرات الثقافية في المملكة عن وعيها بذاتها ومجتمعها ومحيطها . بعد ذلك تجول الضيوف في أقسام مركز الملك فهد الثقافي وشاهدوا عدة عروض فلكلورية شعبية لعدد من مناطق المملكة ثم تناول الجميع طعام الغداء . حضر الحفل وكلاء الوزارة وعدد من الأدباء والكتاب.