رغم أن العمل الجماعي والمنتهي بمنجز كما في كرة القدم يجب ألا يجير لمجموعة عن أخرى حتى وإن كانت صاحبة يد طولي أو مؤثر واضح كما في تسجيل الأهداف او صد ضربات الجزاء أو الترجيح، الا ان هناك بعض الأسماء تكون صاحبة حضور طاغ خصوصا في مواجهات الذهب وحفلة مسك الختام. وهذا المساء "واحدة" من تلك الأماسي ذائعة الصيت حين تتسمر الأنظار باتجاه درة الملاعب طعما في التشويق و"الفرجة" حين يلتقي العملاقان الهلال والاتفاق في ختام رحلة بحث مضنية عن كأس غال خصوصا عند فرقة "الكوماندز" والتي انتظرت "حلماً" منذ أربعة وأربعين عاما وتسعى بكل طاقاتها لترسيخه على أرض الواقع وذلك لا يتأتى الا عن طريق زيارة شباك العملاق محمد الدعيع وهم يضعون كامل الثقة في مجموعة تؤدي بنظام دقيق وتتحرك ككتكلة واحدة تضغط وتعود إلى أماكنها على طريقة "الكر والفر" وعادة ما ينجحون في ضرب أهدافهم بالسهمين صالح بشير والبرنس تاغو وهو الثنائي الأبرز على خارطة المجموعة خصوصا في هذا المشوار حيث حضرا في كل المباريات عدا في مباراة الذهاب في الدور نصف النهائي. بعد أن "جندلا" أندية جدة الثلاثة بخماسية في "الربيع" وبنزهة للغاني على طريقة "الهاتريك" في حين احرز بشير أحد المتبقيين. وفي جدة ايضا جاء اقصاء "العملاق" الاتحادي في الثاني برأسية خطافية من بشير وبهدف المقصلة "القاتل" من البرنس. وفي الغياب الأول من الثنائي حضر سياف وعقال في تعادلية الأهلي بمثابة استراحة محارب حين تكررت احداث موقعة الاتحاد تقدم اهلاوي في الشوط الاول ثم انتفاضة عارمة في الثاني وقبل الختام بعشر دقائق في دقيقة "مجنونة" من الثنائي المتألق ويساعد ثنائي فارس الدهناء على التألق السابق وابتعاد الضغوط عنهما بعكس الثنائي الأبرز في الهلال الموسوم بالبرنس طارق التائب وياسر القحطاني. فالأول متهم بأنه يحضر في الأوضاع "العادية" ويغيب عند احتدام الوطيس ويستشهدون على ذلك بنهائي الدوري في العام الفارط. في حين ان الكاسر تحاصره الضغوط من كل اتجاه فبعد محاولة "الايقاف" الفاشلة تم التجديد على ذاكرة انه لم يحقق في النهائيات هدفا يشفع له بكسر الأسطوانة وهذا الثنائي ان هبط للميدان وهو يضع هذه الضغوط بين ناظريه فان تأكيدها حادث لا محالة نظرا لأن "الاستعجال" سيكون السمة البارزة على عطائهما وربما يقود الى "النرفزة" التي ربما تقود الى الاقصاء. في حين ان البحث عن الطرق "الامتاعية" في التسجيل او التمرير لن تكون ذات جدوى فالجماهير ترغب بزيارة الشباك عبر أقصر الطرق اما جمالية الطريقة فهي حديث آخر ربما ينفع في مسابقات "الأجمل" الذاتية وسيكون محك اللقاء في مجمله تحت هذين الاعتبارين. فمن الجانب الأزرق يتفوق الثنائي بالمهارة الفردية والقدرة على صناعة الفارق الفني لكنه يعاني من ضغوط ربما تؤثر كثيرا على عطائهما. في الجانب الاتفاقي يظهر تأثير الثنائي بالرغبة الجامحة على إحداث الفوارق بروح الاصرار والعزيمة والحركة الدؤوبة والمقاتلة على كل الكرات الشاردة والواردة وتحويل انصاف الفرص إلى أهداف ولنا في هدف التأهل الذي احرزه "البرنس" حين حول كرة "عادية" على الطرف ورغم نقص الدعم العددي مقارنة بالتواجد الدفاعي الى كرة "فرائحية" حين تجاوز بمهارة فردية وسدد بقوة وفي غفلة الآخر. وعلى هذا الأساس نطمح في مشاهدة تألق وفن بين رباعي نظن الحسم لديهم ولا نجزم به فعالم المستديرة من أكثر الظواهر تغيرا.. وربما يأتي لاعب من الخلف او من تحت الضوء لصناعة المنجز.