اليوم والظلم على العرب بلغ أشده بشكل لا ينافسه عهد من قبل، أجد من المثير أن أبحث عن الأسباب التي ستجعل من عصرنا عصراً مميزاً له الأولوية في أشياء كثيرة، خصوصاً في نطاق دول الخليج. فنحن أول جيل استخدم الجوال والإنترنت وتبعنا الغرب حذو القذة بالقذة، بل تجاوزناه. نحن الجيل الذي - لشد هوسه بالموضة - أصبح يسير شبابه بشعور على شكل "عرف" ضخم بأطراف شائكة ومقززة. بهذا العرف العبقري الذي نافس ومازال ينافس بمهارة "سنام" البخت "المايل"، يبحث الديك العتيد عن نقنقة الدجاج من حوله حتى وإن كانت نقنقتهن تنضح بالسخرية على "عجائب الدنيا المائة" الممثلات بشعراته، الواقفات دون مساعدة تذكر!. الديك العتيد والمتفاخر "وغير المراهق للأسف" أصبح مؤخراً إضافة إلى تلوين شعره بألوان الطيف المتعددة يختار تحديداً اللون الوردي ليرتديه ويتباهى به أمام الدجاجات فهو أخيراً نزع حقاً فطرياً ومثاليا للمرأة "غصباً عنها!" إذ اللون الوردي كان دائماً وأبداً لوناً ناعماً معبراً عن الأنوثة المحضة، لكنه اكتشف مؤخراً كم يناسب ذكورته!. لا لوم عليه والأمر يتعلق بمتطلب أساسي لا يقبل التفكير والمناقشة في حكمة تشريعه كالموضة!. مؤسسات إعلامية كبرى تدعم هذا التوجه فتترك مذيعيها ليمارسوا هذه الاختيارات علانية، لدرجة يصعب معها تخمين أي ثقافة يحملها المذيع، لشد ما يبدو غريباً وكأنه في حفلة تنكرية. ويا للأسف القنوات الفضائية الكويتية الجديدة، تعج بمثل هذه المناظر على الرغم من رقيها المهنيّ الواضح. أما القنوات الإماراتية فعلى العكس من ذلك نجد من النادر أن يخرج من خلالها شاب، مذيعاً أو مشاركاً، بتلك الصورة العجائبية، هذا إن لم تكن تصر بين حين وآخر أن يظهر مذيعوها بالزي الشعبي. هذا بالطبع من الذكاء الإعلامي؛ لأن سلوك المذيع يعبر عن مستوى القناة بوضوح ومن دون تشويش. وبلا شك هذه الملاحظة ليست دعوة لنبذ الشباب بل هي دعوة لأن نكون بشراً من دون أقنعة أراجوزية فقط.