شخوص تتحرك خارج خشبة المسرح أقنعة ملونة، ملابس مختلفة، لهجة جديدة، سلوكيات مستحدثة، مسرحية لها أكثر من فصل وكل فصل فيها له موضوع خاص، كثرة المشاهد لا تعطيك فرصة المتابعة لمعرفة نهاية كل مشهد، فقبل أن تنتهي من مشاهد الموضوع الأول يكون المشهد الثاني بكل ما يحتوي من سيناريوهات يشدك لمتابعة أحداثه، وهكذا تسير الأوضاع فلو جلست طوال يوم كامل في احد (المولات) المراكز التجارية الكبرى في أي دولة من الدول التي يتوجه لها الخليجيون للسياحة (القاهرة، لبنان) على رأس هذه الدول لن تستطيع أن تختم سيناريو واحداً فكثرة المشاهد وتعددها تجبرك على متابعتها لفترة زمنية ثم تنتقل من سيناريو إلى آخر لا تستطيع أن تغمض عينيك ، شباب بلا هوية إن صح التعبير من الجنسين، وإن كانت بعض الفتيات ترتدين الحجاب بأشكال مختلفة وطرق متنوعة بعضها لا بأس به والبعض مضحك للغاية حيث ينفخن حجابهن بحشوة داخلية تجعل رؤوسهن كأسنمة البخت (سنام الجمل) يتمخطرن بها في الأسواق وغيرها من الأماكن تغير من أشكالهن وتجعل احجام رؤوسهن أضعاف ما هي فتشعر وكأن الفتاة تحمل حملة على رأسها، تذكرنا بالحمالين الذين يضعون على رؤوسهم قطعاً كبيرة من القماش لحمل الكراتين والصفيح المحمل بالماء، كلما شاهدت هذه المناظر أتذكر إحدى الصور التى جاءت في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (حديث صحيح) رواه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صنفان من أهل النار لم أرهما رجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها) وهذا وعيد عظيم يجب الحذر مما دل عليه، والمعنى واضح فالسنام هي تلك الكتلة الشحمية التي تعتلي ظهر الجمل، فكيف تصبح النساء رؤوسهن كأسنمة البخت لأنهن يضعن كتلة قماشية أو غيرها بحيث تعلو عن مستوى الرأس الطبيعي فتشبه بالسنام) أجزع من تذكر المنظر وربطه بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، هذا مظهر وأخريات منقبات بطريقة لا تليق بمفهوم النقاب فلو لم تكن منقبة لكان أفضل، الكل يحمل من هاتفين إلى ثلاثة هواتف جوالة يتحدثون فيها وكأنهم المسؤولون عن حل قضايا العالم شباب نكشوا شعور رؤؤسهم بطريقة مقززة ملابسهم تظهر عوراتهم يرتدون بناطيل ممزقة من أماكن متفرقة يجوبون الأسواق والشوارع كل يوم لا هدف لهم كل ما يقومون به المعاكسات والتعليقات، شخوص مشوهة تعكس صورة مجتمع يمثل الشباب فيه نسبة كبيرة هذا هو جيل المستقبل الذي نعول عليه، وأتساءل مسئولية من هؤلاء الشباب؟ إنهم لا زالوا في سن مسئولية آبائهم فأين هم عنهم؟ لماذا يسعى الشباب للظهور بمثل هذه المظاهر خارج الوطن، لم يعد لديهم عذر في أنهم لا يستطيعون أخذ راحتهم داخل الوطن فهم يرتدون ما يشاؤون إذاً لماذا يسعون إلى تشويه أنفسهم وتشويه مجتمعهم كم من التعليقات تطلق عليهم وكم من الفتيات تعرضن للنصب والاحتيال، إن قيمة الإنسان ليس في شكله وما يظهر وإصراره على ارتداء كل ما يضخه السوق ليكون ضمن ركب المتحضرين. الإنسان قيم ومبادئ وهذه هي التي تبني الأخلاق وتحدد المظهر، لماذا يتحول شبابنا إلى مسخ خارج الوطن، لماذا يظهرون بهذه الصورة المشوهة كم هو مزري ما نراه، وكم تؤلمنا الصورة التي أصبحت معممة على الشباب السعودي بجنسيه. ليت شبابنا يدرك كم تقدر المجتمعات زائريها حين يحملون ويتمسكون بثقافة مجتمعاتهم في أشكالهم وفي سلوكهم، وكيف يشار لهم بالبنان، كم أتمنى أن يعي شبابنا هذا الموضوع وليت النوادي الأدبية واللقاءات الثقافية العامة، والمدارس والجامعات تركز على نشر ثقافة السفر وتؤكد على أن كل فرد سفير بلاده وصورة مجتمعه.