أسهم برنامج "محفظة قروض البركة" الخيري الذي أطلقته جمعية الملك عبد العزيز الخيرية بالقصيم قبل ثلاثة أعوام في بناء 250أسرة منتجة وعاملة في المنطقة. ويهدف البرنامج إلى تفعيل دور المرأة في مجتمعها من خلال تسهيل دخولها لسوق العمل، وتمويلها لبناء مشاريع استثمارية مربحة، إضافة إلى توعيتها بأساليب النجاح في هذا الجانب. وكانت الجمعية قد أطلقت هذا البرنامج الخيري عام 1425ه، ويعمل على تقديم قروض للسيدات الفقيرات وذوات الدخل المحدود الراغبات في تنفيذ مشاريع صغيرة تحقق لهن ولأسرهن دخلاً مادياً يساعدهن على تحقيق متطلبات الحياة، ويمكنهن من تطوير مشاريعهن الاستثمارية لتصبح مشروعات أكثر إنتاجية وأكبر عوائد مالية. وقالت الجوهرة الوابلي رئيسة جمعية الملك عبد العزيز الخيرية، إن مشروع محفظة قروض البركة، يمثل أحد الأهداف التي تسعى الجمعية لتحقيقها في مجال خدمة المجتمع، وليواكب جهودها التي تبذلها من أجل بناء الأسر المنتجة والعاملة. وأضافت:" هذا المشروع يساعد على استثمار طاقة نصف المجتمع للمشاركة في العملية الاقتصادية واستثمار الأيدي العاملة والمنتجة لتحقيق المزيد من الفاعلية لكافة أفراد الأسرة التي تمثل نواة المجتمع، وتعويد أفراد المجتمع على روح المشاركة والقضاء على الاتكالية ودفع هذه الشريحة الهامة من المجتمع إلى مزيد من الإسهام في تنمية موارد الأسرة من خلال العمل الناجح وتمكينه من تجاوز أزماته المالية نتيجة ما تتعرض له الأسرة خاصة عند فقد عائلها أو عجزه عن أداء رسالته تجاه أسرته". وأشارت الوابلي إلى أن المشروع يأتي ضمن الخطط الوقائية لحماية الأسرة من الفقر ومشاركتها في تحقيق أمنها الاقتصادي، والتوعية بأهمية استغلال الوقت وشغل الفتيات والنساء بأعمال مفيدة تنمي الدخل والقضاء على الاتكالية وتحقيق الذات وكذلك دفع حركة التطوير والتجديد لبناء المشاريع الأسرية الصغيرة. شروط بسيطة للحصول على القرض ووصفت رئيسة جمعية الملك عبد العزيز شروط الحصول على قروض محفظة البركة بالبسيطة، مبينة أنها تتمثل في كون المستفيدة من القرض سعودية، وأن تجيد القراءة والكتابة، إضافة إلى كفيل غارم، وحضور المستفيدة لدورات تأهيلية في تنفيذ المشاريع وأساليب نجاحها، وتمكين الجمعية من متابعة المشروع. ولفتت الوابلي إلى أن قيمة القروض التي يقدمها البرنامج تستند في الأساس على تكلفة المشروع، ولا يتم تحديد قيمة القرض إلا بعد دراسة تكاليف المشروع، موضحة أن البرنامج لا يتقاضى أي فوائد على هذه القروض و هناك فترة سماح للسداد يتم منحها للمقترضة تعادل نصف دورة إنتاجية حيث يتم السداد على أقساط شهرية متساوية بعد تحقيق دخل من المشروع. مشاريع ناجحة مولها البرنامج ومن المشاريع الناجحة التي مولها برنامج محفظة قروض البركة، مشروع بيع ملابس ومأكولات شعبية، أقامته سيدة تدعى أم ثامر التي وصفت رحلة حصولها على القرض وإنشائها للمشروع، قائلة:" اتجهت إلى جمعية الملك عبد العزيز الخيرية النسائية بطلب قرض فردي وبعد الإجراءات تم إعطائي ترخيصاً من البلدية (شهادة صحية) وتم صرف القرض بقيمة 5000ريال على أن يتم تسديد الأقساط لمدة 20شهراً بقيمة القسط الشهري 250ريالاً، وحققت من مشروعي أرباحاً مناسبة، وأدخر أرباحا إضافية تصل إلى 4آلاف سنوياً". وساهم برنامج محفظة قروض البركة في تحقيق أمل سيدة سعودية وقفت ظروفها المادية عقبة أمام إنشائها لمشغل خاص بها تديره وتحقق أرباحاً مجزية منه، غير أن البرنامج حقق لها ذلك من خلال إقراضها 10آلاف ريال وتقسطها على 20شهراً، وقد بلغت مدخراتها السنوية من هذا المشروع 12ألف ريال. محل لبيع الإكسسوارات ومن المشاريع المربحة التي مولتها محفظة قروض البركة مشروع ""أم عبد الله" والمتمثل في محل لبيع الملابس والإكسسوارات، وقد تمكنت هذه السيدة من ادخار جزء من أرباحها ساهمت به في تزويج أحد أبنائها، وتتجه للحصول على الجزء الثالث من قرضها لتوسيع مشروعها. وساعد برنامج محفظة قروض البركة السيدة السعودية أم خالد الأرملة والتي تعول 8أبناء، على إنشاء مشروعها المتمثل في محل لبيع المواد الغذائية والأكلات الشعبية، بعد حصولها على قرض قدره 5آلاف ريال. ووسعت أم خالد مشروعها ليشمل خدمة الضيافة في المناسبات، بعد استكمالها للإجراءات اللازمة للحصول على قرض ثانٍ بقيمة خمسة آلاف ريال، وساعدها ذلك على تحقيق أرباح تصل 7آلاف ريال، الأمر الذي حسن من وضع أسرتها المعيشي والاجتماعي. ويلاحظ أن هذه السيدة وسيدات غيرها في مشوار المشاريع النسائية قد استثمرن المناسبات والفعاليات خاصة المهرجانات التي تقام في المنطقة وخارجها مثل مهرجانات الصيف ومثلها مهرجان الجنادرية للتسويق لمشاريعهن. سيارة متنقلة لبيع الملابس ولعل من المشاريع المميزة التي مولها برنامج محفظة قروض البركة التي تقوم عليه جمعية الملك عبد العزيز الخيرية بالقصيم، مشروع سيدة مختلف يتمثل في امتلاكها لسيارة متنقلة لبيع الملابس والإكسسوارات النسائية، وتجوب هذه المركبة المدن والمحافظات القريبة من المنطقة. ويعمل بان السيدة أم إبراهيم "صاحبة المشروع" على قيادة السيارة والتجول بها بين الأسواق والأحياء لعرض البضاعة على الزبائن، ما حقق لها أرباحاً سنوية تصل 10آلاف ريال، الأمر الذي ساعدها على تأمين الحياة المعيشية لأبنائها، وشراء سيارة خاصة لأحد أبنائها.