تستعد ثلاث فتيات عربيات، مصرية وفلسطينية ولبنانية، للصعود إلى قمة جبل كلمنجارو، أكثر القمم الأفريقية ارتفاعا، في اليوم الأول من تشرين أول - أكتوبر من العام الجاري، سعيا منهن لتمويل مشروع لمكافحة مرض سرطان الثدي، وذلك في سابقة هي الأولى لنساء عربيات. وقالت صاحبة الفكرة، وهي الصحفية المصرية عبير سليمان، إنها فكرت في هذا الأمر بعد أن أصيبت سيدة تعمل معها بهذا المرض، حيث إن هذه السيدة لا تستطيع أن توفر العلاج لنفسها، ولا يكفي راتبها إلى جانب راتب زوجها لتغطية تكلفة العلاج التي تصل يوميا إلى 750جنيها مصريا ( 130دولارا تقريبا). وبعد أن أصيبت هذه السيدة التي تعمل معها بالمرض دخلت عبير سليمان على شبكة الإنترنت للبحث عن معلومات بشأن سرطان الثدي. ونتيجة للبحث، وجدت عبير أن أعلى نسبة وفيات في مصر تنجم عن الإصابة بهذا المرض، حيث تشكل المصابات بهذا النوع من السرطان أكثر من 33في المائة من الإصابات بمرض السرطان ككل "إلى جانب أن المصابات به يكتشفن ذلك وهو في المرحلة المتأخرة التي يصعب شفاؤها". وقالت عبير إن اختيارها لفكرة تسلق الجبل تأتي ل"تأكيد تحدي الصعاب إلى جانب جذب رجال الأعمال للتبرع لمثل هذا المشروع بهدف شراء 40حافلة طبية تبلغ قيمة كل منها 7ملايين جنيه مصري (3ر 1مليون دولار)، حيث ستجول هذه الحافلات في القرى والنجوع المصرية لمتابعة المرض فيها وتوعية النساء بمخاطره وتعليمهن كيف يكتشفن إصابتهن به مبكرا. ولا يوجد الآن سوى ثلاث حافلات تقوم بهذه المهمة. وأوضحت الصحفية المصرية أن أي تمويل يحصل عليه مشروعها الخاص بتسلق الجبل، والذي تبلغ تكلفته حوالي 23ألف دولار "سيتم تحويله لتمويل شراء مثل هذه الحافلات التي يتوقع لها أن تنجح في تقليص نسبة الوفيات، وزيادة نسبة الشفاء من هذا المرض". وستصعد عبير وصديقتاها الصحفيتان في قناة "روسيا اليوم" والمقيمتان في روسيا، الفلسطينية ريما إبراهيم واللبنانية ملك جعفر، جبل كلمنجارو من جهة تنزانيا لأنهن لن يستطعن صعوده من جهة كينيا بسبب الأزمة السياسية الحالية هناك. وسيتم إنشاء موقع على شبكة الانترنت لمتابعة هذه المغامرة الفريدة من نوعها، وذلك لنقل التجربة وكذلك نقل رسالة التحدي التي تهدف إليها رحلة الصديقات الثلاث اللواتي جمعتهن الصدفة في أحد مقاهي القاهرة قبل عامين خلال زيارة قصيرة قامت بها ريما وملك إلى مصر.