بعد إعلان الرئيس الكوبي فيدل كاسترو تخليه عن السلطة، أصبح من الممكن أن يتولى شقيقه الأصغر راؤول، من كان يوصف بأنه "الرجل الثاني المزمن" في البلاد، الرئاسة رسميا بعدما قاد هذه الجزيرة بشكل مؤقت على مدار 19شهرا. وبعد إعلان فيدل أمس الأول الثلاثاء أنه لن "يقبل" أو "يتطلع إلى" منصب رئاسة الدولة ولا منصب القائد العام للجيش عندما تعقد الجمعية الوطنية الكوبية الجديدة أول اجتماع لها يوم الأحد القادم، اعتبر الكثيرون أن الخطوة المنطقية في المرحلة المقبلة ستتمثل في تولي راؤول هذه المهام. والحقيقة أن الشقيق الأصغر للزعيم الكوبي المخضرم قاد البلاد لعدة شهور، دون حدوث أي نوع من أنواع التذمر الاجتماعي في الجزيرة التي يبدو أنها تؤيد توليه السلطة في أراضيها وفي الماضي، وصفه فيدل كاسترو نفسه بأنه "وريثه الطبيعي". ومع ذلك ارتفعت أصوات أخرى تعارض هذا الأمر، بحجة أن راؤول الذي تولى منصب وزير الدفاع في كوبا على مدار نصف قرن تقريبا، لا يهوى كثيرا أن تتسلط عليه أنظار الرأي العام بشدة، وذلك على الرغم من أنه لم يبد انزعاجا كبيرا من هذا الأمر خلال الشهور القليلة الماضية. وكان راؤول، هو الرفيق الدائم لشقيقه فيدل منذ أن أطلق الأخير في منتصف عام 1953الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس الكوبي السابق فولجينسيو باتيستا. ومنذ نجاح الثورة عام 1959، أصبح راؤول الذي يبلغ من العمر حاليا 76عاما شخصية رئيسية في النظام الكوبي. ويشغل راؤول حاليا منصبي النائب الأول لرئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء، حيث يعتبر فيدل حتى الآن رئيسا لكلا المجلسين، كما أنه الأمين العام الأول للحزب الشيوعي الكوبي وقائد القوات المسلحة الثورية في البلاد. ومنذ تولى راؤول مهام الرئاسة بالإنابة في تموز/ يوليو 2006أكد أنه يستشير شقيقه الأكبر في كافة القرارات المهمة. وبعد قضاء شهور قليلة في مهمته "المؤقتة"، أكد راؤول كاسترو خلال خطاب نادر أنه من الضروري "إتاحة الفرصة بشكل تدريجي للأجيال الجديدة". وولد راؤول كاسترو روز في الثالث من حزيران/يونيو 1931في قرية بيران بإقليم هولجوين الكوبي، وهو الابن السابع للأسباني أنجيل كاسترو والكوبية لينا روز. ولدى انتصار الثورة التي قادها شقيقه، تزوج راؤول رفيقة السلاح فيلما إسبين التي توفيت عام 2007بعدما أنجبت له أربعة أبناء. وبخلاف فيدل كانت ميول راؤول كاسترو الشيوعية واضحة منذ البداية، حيث وصفه خصومه بأنه "الوجه الستاليني" للثورة الكوبية، نسبة للزعيم السوفيتي الراحل جوزيف ستالين، الذي كان معروفا بقسوته وبطشه. وأصبح راؤول منذ تعيينه في منصب الأمين العام الثاني للجنة المركزية للحزب الشيوعي عام 1965ثم اختياره نائبا لرئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء عام 1976"الوريث الطبيعي" للرئيس فيدل. وقال فيدل كاسترو نفسه إن شقيقه الأصغر هو الشخص الأكثر تأهيلا من حيث الخبرة لقيادة كوبا من بعده.