كثيراً ما تردد على مسامعنا ابيات شعرية وامثال وذكر قصة عن الشيخ نمر بن عدوان والتي اختلف الرواة في التفصيل تحديداً عن احداث قصته مع زوجته واسباب وفاتها والذي روي انه قتلها بطريقة الخطأ او ان سبب الوفاة المرض ولا يخفى على القارئ اطلاعه على كثير من اشعار نمر في زوجته والاجمل من هذا مساجلاته الشعرية مع الشيخ جديع بن قبلان الملحم الذي هو من افضل اصدقائه فكان بينهما تبادل قصائد ومشاورات وشكاوى شعرية كانت محل اهتمام ابناء عصره حيث كان للقصيد مردوده على رفع شأن القبيلة ورفع مكانة الشاعر .. والشعر كان له شأن وسط ابناء البادية في ذلك العصر وكان بمثابة الاعلام في عصرنا الحاضر ومن القصائد المتبادلة بين الشيخين قصيدة شكوى بعث بها الشيخ نمر بن عدوان الى الشيخ جديع الملحم و هي مرثية في زوجته طويلة ومنها قوله.. سار القلم يا عقاب بالحبر سارا بمزيزف القرطاس يا مهجتي سار اكتب جواب مثل قطف الثمار من قيل ابن عدوان نظم لي سطار يا جديع انا قلبي من الوجد حارا لا تلومني وتقول ان البكا عار حتى قال.. لو خيروني في جميع العذارا من غير وضحى مالك الله نختار ما آخذ سوى مظنون عيني خيارا الجادل اللي فر قلبي معه طار عنق الغزال اللي تقود العفارا قادت خشوف الريم في دو الأقفار يا غصن موز تحته المي حارا في وسط بستان تدلابه اثمار فيها خصال من الفضايل اكثارا ومسايل فيها ا لتفاكير تحتار وعندما وصلت ا لقصيدة إلى الشيخ جديع بن قبلان بن ملحم ارسل جواباً قصيدة طو يلة منها.. علماً لفاني مثل قدح الشرارا هز الضمير وصرت حاير ومحتار يا نمر لا عود هذاك النهارا اللي رحل به صاحبك يا ابن الاخيار ما لوم عينك لو تهل العبارا وش عاد لو ناحت تناهيت واعبار خلك رحل والعين تشبح وتارا ما عندنا حيله على جاري الأقدار القدر نوقف دون رده حيارا وأمر الولي ينفذ على كل الأبشار أصبر لتصريف القدر باقتدار لا تشتمت يا نمر من صاير صار الحزن يجيب الغثا والكدارا اصبر ومثلك راعي العزم صبار الى آخر القصيدة. واستمرت بينهما المساجلات الشعرية التي كان لها الصدى في تناقل الناس لها وحفظه عبر مرور السنين ومنه هذه المساجلة التي بعث بها نمر مخاطباً الشيخ جديع في قوله: البارحة فزيت من غهبت النوم جاني حبيبي واختفا عقب ما جان فزيت مذهول من العقل معدوم مالي بعد وضحا خليل وخلان طيف تصور لي خياله مع حلوم واصبحت من حلمي جثيم وحيران يلومني بموالفي كل مليوم قالوا سفاهة زاد نمر ابن عدوان عسى توطأ لا يمي دولة الروم ولا عسى يبلاه رهط من الجان يا جديع يا مشكاي يا مفني الكوم فقد الخليل مصيبتي يا ابن قبلان يا جديع طير الحظي ما يدرج الحوم الله لا يجزا طير حظي بالأحسان بكيت انا وعقاب يوم بأثر يوم جار الزمان وباغت اليتم سلطان وكان رد الشيخ جديع بن قبلان على نمر بن عدوان بقول: يا نمر ما صابك من الله مقسوم أصبر وعالج ضامرك يابو سلطان ان مات حي قيل يا نمر مرحوم اطلب لمفقودك من الرب غفران الا ولا حي من الموت معصوم اعرف ترى دنياك ما فوقها فان دنياك هذي بين هازم ومهزوم ما أنت الوحيد بفقد غالي وخلان ما قدر المولى على العبد محتوم الله جعل للروح حد وديان كل عليه من أسود الوقت مثلوم من ظيم بقعا يشتكي جان وانسان الله يجيرك يالسنافي عن اللوم عزاه يا مروي شبا لامع الزان يا نمر من ظيم الولي مانت مظيوم الله بخلقه ماين يابن عدوان الصبر زين وينفرج كل مكتوم كم واحد مثلك توطته الازمان الحلم يجعل صاحب العقل مهموم طيف الليالي مابها غير نقصان لا عاد عند الناس يا نمر محشوم دور عوضها عند حضر وبدوان ويظل القصيد الجميل باقياً وعالقاً في فكر وعقل كل محب للشعر وخصوصاً اذا كان لهذا الشعر مناسبة وحدث وقصة يحكي الشعر مراحلها حتى ولو كان الشعر عن العشق والتوجد والوجل والسلام. *المصدر : ديوان نمر بن عدوان - روكس